تامر أبو عرب

مبروك للإخوان.. أما بعد

الإثنين، 05 ديسمبر 2011 09:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أراد حسنى مبارك أن يبحث فى الدين ليخرج بتبريرات لكل ما ارتكبه من جرائم لفعل، ولتحول إلى رئيس يحكم بشعب الله ولتحولنا نحن إلى رهط من الخوارج!.

سيعتبر قتل المتظاهرين درءا للفتنة، ويسمى إفقار المصريين اقتداء بسنة النبى الكريم الذى كان يضع على بطنه حجرين من الجوع، ويحاجج الإخوان الذين ملئوا شوارع مصر يوم جمعة الغضب، وما بعدها بحديث صحيح رواه البخارى ومسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداى ولا يستنون بسنتى وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس، قال حذيفة: قلت: كيف أصنع يا رسول الله؟ إن أدركت ذلك؟، قال: تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع"، بل ويواجه الداعين إلى إلغاء اتفاقية كامب ديفيد بحديث الرسول عليه السلام: "مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَشُدُّ عُقْدَةً، وَلا يَحُلُّهَا، حَتَّى يَنْقَضِى أَمَدُهَا، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء".

ما أقوله للإخوان بعد أن أبارك فوزهم بالأغلبية فى برلمان الثورة، إن التبرير بالدين أسهل كثيرا من إقامته، وللأسف سيطر النوع الأول على غالبية فترات التاريخ الإسلامى، فوجدنا حكاما كثيرين يستخدمون الدين لتبرير أفعالهم، لا لإقامة دولتهم بروحه وتعاليمه.

مبدئيا فوز الإخوان طبيعى ومنطقى باعتبار أن الجماعة كانت تحل ثانية فى ظل النظام السابق بكل تزويره وتضييقه وبجاحته، فليس مستغربا أن يتصدروا المشهد بعد زوال دولة مبارك، فقط أريد أن أضع عدة نقاط أمام صناع القرار فى الجماعة، وأتمنى أن ينظروا إليها على أنها نصائح صادقة راغبة فى مصلحة الوطن، بدلا من نظرات التشكيك التى يصوبها الإخوان لكل ناصح:
- إنه الوقت الأسوأ الذى يمكن أن يحصل فيه أى فصيل سياسى على الأغلبية، الجميع ينتظر ما ستفعله الجماعة التى عملت فى الخفاء والعلن طوال 80 عاما من أجل الوصول إلى هذه اللحظة، قطاع عريض لم يختاروا الجماعة وحزبها سينتظرون أى سقطة، قطاع أعرض اختار الحرية والعدالة بمنطق "نجرب" سينتظرون نتائج التجربة سريعة من خلال تحسن فورى وطفرة عاجلة فى أحوال البلد بوجود الإخوان فى البرلمان، وفشلهم فى ذلك قد يعنى خروجهم من المشهد السياسى فى أول انتخابات قادمة.

- كثير من المصريين اختاروا الدين فعلا عندما كانوا يضعون علامة أمام رمز الميزان، لكن غالبية هؤلاء يريدون من الدين حقوقهم قبل التزاماته، صاحب المقهى مثلا يريد من الدين أن يمنع الإخوان الرشوة ليرتاح من تنطع موظفى الحى، ويمنعوا الاستغلال لتنخفض أسعار الشاى والسكر، لكنه قد ينسى كل ذلك إذا جاء من يطالبه بمنع الشيشة أو عدم تشغيل قنوات الأغانى.

-
- الإخوان أكثر من تضرر بالأغلبية الميكانيكية للحزب الوطنى فى البرلمان، لذلك لن يتحمل المصريون وقوف محمد البلتاجى ليرفع يده على طريقة عز فيرفع نواب الإخوان بالكامل أيديهم، ولن يجدى وقتها إرجاع ذلك إلى حسن تنظيم الجماعة، لأنهم أول من أنكروا على الحزب الوطنى ذلك.
- سقط النظام السابق بكل تنظيمه وقدرته على الحشد– وهى ميزة الإخوان نفسها– لأنه أراد أن يحكم البلاد وحده، ومصر أكبر من أن يسيطر عليها فصيل واحد أيا كانت إمكانياته، وإن كانت الجماعة تؤكد أن لديها من الخبرات والكفاءات ما يمكنها من ذلك، فأؤكد لها بدورى أن الحزب الوطنى كان يضم بين أعضائه أيضا أكبر الأطباء والمهندسين والعلماء، وأشهر الأكاديميين وأساتذة الجامعات وبقوا فيه حتى رحل غير مأسوف عليه، والحل أن تبقى مصر مشروعا كبيرا بين شركاء، لا مجموعة أكشاك.

- أطالب الإخوان بالعودة لاحتضان ثوار التحرير بعد الفجوة الكبيرة التى خلفتها أحداث محمد محمود، فهؤلاء أصدق وأنبل شباب مصر، وهم الذين اعتصموا فى الميدان وفتحوا صدورهم للنيران حتى أسقطوا مبارك ونظامه ومهدوا للإخوان طريق البرلمان بأجسادهم ودمائهم، فليس من أخلاق الفرسان أن تتعالى عليهم الجماعة الآن بعدما دانت لهم الأغلبية بفضل تضحياتهم.

مبروك فعلا وصدقا للإخوان، ولن أغمس رأسى فى الرمال فأتهمهم مثلا بالدعاية داخل اللجان، ومخالفة القواعد الانتخابية، أو أتهمهم بالتخاذل عن نصرة الميدان عندما احتاجهم، لأن هذا يدخل فى إطار الإصرار على التعالى على الغير والتعامى عن الواقع، فأى كتلة من المتنافسين لو وجدت أعدادا من المؤيدين والأنصار تنشرها أمام اللجان لشحذ الناخبين لفعلت، ولو أن المعتصمين فى الميدان نجحوا فى إقناع قطاع عريض من المصريين بقضيتهم ما احتاجوا الإخوان ليملئوا الميدان.





مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حسين

اتقي الله

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

أغلبية الحزب الوطني كانت بالتزوير أما أغلبية الإخوان بنزاهة وباختيار شعبي حقيقي

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

احتضان الثوار

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

خدها منى كلمه حكمه - الفراعنه لا يمكن ترويضهم لا دينيا ولا سياسيا ممكن اقتصاديا فقط

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد بيحب مصر

الاحوان ليسوا كالحزب الوطنى

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي

بلاش منه احسن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة