المشهد السياسى فى سوريا لا يحتاج إلى اجتماعات ولقاءات الساسة وأصحاب اتخاذ القرار، ما سجلته الإحصاءات من قتل للمدنيين يكفى للتحرك الدولى وإيقاظ ضمير العالم الذى لا تحركه سوى المصالح المتبادلة فقد أعلن محقق دولى بشأن الموقف السورى عن مقتل 307 طفلاً حتى الآن على أيدى القوات الحكومية السورية.
روسيا تهدد باستخدام الفيتو ضد أى مشروع قرار لمجلس الأمن لإدانة النظام السورى وترفض تدويل الأزمة السورية والتدخل الدولى العسكرى على غرار ما حدث فى ليبيا، بحجة أن القذافى استخدم الطائرات فى قتل المدنيين، هل هناك فارق جوهرى بين قتل المدنيين بالطائرات أو بالدبابات أو التجويع والترويع المستمر؟، فالنتيجة واحدة هى الإبادة الممنهجة للشعب السورى.
ليس جديد على المؤسسات الدولية التى تخضع لمصالح الدول الكبرى المهيمنة على المسرح السياسى الدولى فلا تتحرك سوى لحماية مصالحها، فلو ملكت سوريا بترولاً مثلما يوجد فى ليبيا أو العراق لما ترك الشعب السورى يباد على أيدى قوات الأسد الذى لا يستطيع أن يصدق أن المواطنين الأحرار فى سوريا يرفضون نظام حكمه المستبد حتى لو تعرضوا للقتل والتشريد.
أما عن جامعة الدول العربية فحدث ولا حرج فاجتماعات هنا وأخرى هناك ورحلات مكوكية للمسئولين بها للتشاور مع النظام السورى لوقف نزيف الدم والمحصلة لا شىء.
كيف يجرؤ الجيش السورى على قتل أبناء وطنه ألا يوجد بينهم الأخ والصديق وابن العم، ألم يحن الوقت لكى يفيق أفراد الجيش السورى الذى لم يتحرك له ساكناً لتحرير هضبة الجولان من العدو الصهيونى فلماذا يستأسدوا على أبناء وطنهم.
إذا أرادت روسيا أن تستعيد مجدها التليد فلن يكون على حساب مباركتها لإبادة الشعب السورى، وإنما سيكون بدعم ثورة الأحرار من أبناء هذا الشعب الشقيق، وسوف يكون النظام الجديد فى سوريا مديناً للموقف الروسى فسواء رضيت روسيا أو رفضت فسوف يجنى الثوار ثمرة كفاحهم ضد استبداد الأسد وجبن ومصالح الدول الكبرى فلن يضيع حق وراءه مطالب، فمن يتابع الموقف السورى سوف يعلم أن الثورة لن تخبو والثوار منتصرين بإذن الله لا محالة وسوف يسجل التاريخ أمجاداً تتناقلها الأجيال عن كفاح ونضال هذا الشعب العظيم.