عمرو جاد

اللى يحب النبى يرحل

الإثنين، 14 فبراير 2011 06:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بحق كل روح صعدت إلى ربها أو تركت بيتها لتنام فى ميدان التحرير من أجل إنجاح تلك الثورة الطاهرة، بحق كل قطرة دم سالت على جبين الوطن من أبنائها المخلصين وهم يمنحونها روحا جديدة، وبحق الدموع التى لم تجف على خدود الأمهات الطيبات حزنا على أبنائهن الشهداء، وبحق هؤلاء الشهداء الأبرار، وبحق ابنى وابنك ومستقبلهما المبهج، وبحق كل ما فى مصر من مضحكات ومبكيات ومشهيات وغامضات ومثيرات للحب أو للحزن أو للشفقة، بحق كل هذه الأشياء الجميلة أرجوكم أن تصمتوا قليلا واتركونا لنستمتع بما فعله الأبطال فى ميدان التحرير، ودعونا وشأننا نبنى هذا الوطن من جديد دون كذب أو رياء، فنحن لا نريد أن ننتقم من أحد بل وربما نسامحكم.

بصراحة أكثر.. نريد أن نرى مصرنا غدا دون تنظيرات جهاد عودة أو أحقاد ذلك المصرى المجهول فى الصفحة الأخيرة من "الجمهورية" أو تحليلات سمير رجب الغارقة فى السطحية، نريدها بلا أغان لمحمد ثروت أو وصفات ممتاز القط، نريد بيننا حالة حوار دون أن يكون فيها عمرو عبد السميع، ونريدها ساهرة دون مساء سمير صبرى أو مواويل محمد العزبى، وسمراء دون حمدى رزق، وشهية دون غادة عبد الرازق، وخضراء دون عواجيز الوفد، ونريدها مسيَّسة بعيدا عن الأحزاب التافهة ومتعالية دون غطرسة أبو الغيط، وغنية دون سامح فهمى، وتمتلك الخبرة دون فؤاد علام، وعلى فطرتها دون لهجة مصطفى بكرى، ورصينة دون ثقل دم من تامر أمين.. ونريدها عشة بسيطة حتى لو كان البديل هو أسامة سرايا.. نريدها قديسة دون فتاوى المنافقين من الأزهر والكنيسة الذين باعوا دينهم بدنياهم.. نريد مصر أكثر صدقا من نبيل لوقا بباوى وهو يحلف بحياة أولاده أنه لا يوجد جدار عازل على الحدود، نريد رئيسا يعتذر لنا وليس أبا نعتذر له فنحن لسنا يتامى.. أعزائى القدامى وأبناء النظام السابق نريدكم فقط أن تستريحوا وتتركوا لنا مصرنا نعيش فيها نصف ما عشتم أنتم من العمر ونستمتع بها بقدر ما استمتعتم بالنظام ولنجرب مرة طيش الشباب فربما ينقذ ما أفسدته خبرة العجائز.. فهل هذا كثير عليكم؟

كل ما أرجوه هنا، أن يتوارى كل الأشخاص الذين يذكروننا بالنظام السابق، وكل من كتب كلمة أو قال رأيا أو غنى أغنية أو صفق لكذاب أو حتى تولى منصبا إرضاء لهذا النظام، وهذا ليس تشكيكا فى وطنية أحد أو تقليلا من شأنه أو تفتيشا فى النوايا، فحسابنا جميعا عند رب العالمين، لكن اعتبروه مطلبا ساذجا من مواطن مصرى أراد أن ينسف حمامه القديم ويبنى مكانه حديقة غناء لا مكان فيها للإنجازات الوهمية أو صورة السيد الرئيس مكتئبا فيما يحاول بعضهم أن يقنعنا أنه يفكر فى المستقبل، حديقة لا تنمو فيها زهور الفساد مروية بمياه الصرف وسورها من حديد عز ولا يجرى فيها ابن الرئيس وكأنها عزبة السيد الوالد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة