محمد فودة

محمد فودة يكتب.. حتى لا تتحول حركة 25 يناير إلى ثورة للانتقام

الإثنين، 14 فبراير 2011 12:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مثل هبة الطوفان الذى يفور ويغلى ويمتد ليعلن الثورة..كانت فرحة الشعب فى أعقاب نجاح 25 يناير..ثورة الشباب الحر الناضج الذى مثل مصر خير تمثيل ووضعنا على خريطة التغيير الإيجابى نحو إصلاح حال الوطن ومطاردة الفساد.وكانت ثورة هؤلاء الشباب من أشرف ثوراتنا المصرية.

حالة من الفرحة العارمة التى يعيشها أبناء الشعب المصرى حاليا والتى امتدت من القاهرة إلى كل المحافظات ثم هذا الفرح الذى ظهر فى أبناء الجاليات المصرية فى عواصم العالم، مظاهر غير مسبوقة من الفرح الجماعى، كل ذلك يثير تساؤلا مهما: هل كنا فى مرحلة قهر بهذه القسوة وهل كنا نعانى هذه الضغوط التى تشكلت فى صور انفجار..!!وتراجع الديمقراطية طوال سنوات ماضية..عانى فيها الأجيال من حصار الرأى وضغوط على فكره وتهميش عقول الشباب..

اليوم مع نبض هذه الثورة الحية..نعيش رحلة جديدة ورؤيا وثقافة جديدة ونبوءة تنبت فى شرايين الشعب وعروقه.أسميه عودة الروح وعودة الوعى لهذه الجماهير المترقبة ولكن قبل أن تسحبنا عجلات الانفعال وتنقلنا إلى ما وراء تصفية الحسابات لابد أن نعى قبل أن تطول الاتهامات الصالح والطالح..وقبل ان تتحول فتح الملفات لتطهير الأوضاع إلى التشفى فى الآخرين وصنع أعداء جدد..

لابد أن نتعلم من خطايا الثورات السابقة..فنحن اليوم مقبلون على أيام مجيدة بعد ثورة أشاد بها العالم كله وتكلم عنها الرئيس الأمريكى أوباما..ووصفها بأنها مثالية وسلمية وقدوة يتعلم منها الشعوب..يضاف إلى هذا التقرير وصف الرئيس الفرنسى ساركوزى الذى أشاد بموقف الرئيس مبارك واحترامه للشعب المصرى بينما ركزت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل على كفاح الشعب المصرى ضد الفاسدين وكيف يستعيد هذا الشعب المكافح أمواله وحقوقه والتعهدات التى كان يسمعها ولا تتحقق..اليوم لابد أن نصحح أوضاع الثورات الماضية.

خاصة أننا فى حاجة إلى الحكمة أكثر من الانفعال فلابد أن تكون للذاكرة الوطنية الدور الأعظم فى تدريب كفاح شعبنا ولابد أن يعى الشباب أن الثورة جاءت للتصحيح وليس لتصفية الحسابات..وتلطيخ سمعة الشرفاء..وما دمنا قد ارتضينا الحاكم العسكرى لكى ينظم الوطن تحت إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة..فإننا نضمن أن نكون فى مرحلة جادة بعيدا عن ما كنا نسميه من قبل بملفات العهد البائد..وكان هذا الاتهام وحده يمكن أن يصل إلى الخيانة العظمى..ألا وهو اتهام إنسان بأنه ضد الثورة ومع النظام البائد وقد طالت هذه الاتهامات الكثيرين حتى الفنانين الذين كانت تحجب أعمالهم فى الإعلام لأنهم ينتمون إلى العهد الرجعى..

وطالما نحن اليوم مع الحريات..فلابد أن نكون مع الرأى والرأى الآخر..ونبتعد عن مسألة إلقاء الاتهامات جزافا..لابد أن نتحرى الدقة. حتى لا تكون ثورة انتقام..لأن كثير من عاطفة المصريين تفسد الأفعال والواقع..ونحن عاطفيون لا نرى الحقيقة بالعين المجردة..لابد أن نتعلم كيف نكون شعب يعرف كيف يحكم الأمور بشرعية وبعدل.. نحن لا نعرف كيف نضع الأمور فى نصابها الحقيقى.

ولأننا شعب عاطفى فنحن لا نعرف أيضا كيف نفرح وكيف نحزن..لابد من إعادة كتابة تاريخنا وإعادة تقييم الحاضر لنرسم المستقبل بصورة أفضل.

أخشى ما أخشاه أن يذبح ناس شرفاء يكونون هم جرحى الثورة نحن قبل أن نقدم أحدا للمحاكمة لابد من التأكيد من المخالفات والثروات والمليارات..لأن الكل يتبارى نحو تقديم اتهامات..وأصبحت كلمة ارحل هى أسهل الكلمات، وإذا كنا طوينا صفحة الرئيس حسنى مبارك..فلنترك هذه الصفحة ولننشغل فى العمل بعيدا عن التطاول والتجريح واختلاق اتهامات..فالوقت وقت عمل وكفاح واسترجاع ما ضاع منا من انجازات..وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة