إسلام عزام

أول أيام أسبوع الثورة

الأربعاء، 16 فبراير 2011 08:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- ألو اسمى إسلام عزام وأعمل صحفية بالطبعة الدولية للأهرام وأرغب فى لقائك لتسجيل شهادتك عن أيام الثورة؟
لا يمكن أن أقبل وضع اسمى فى مكان موبوء كالأهرام.

هالنى هذا الرد من الفنان خالد الصاوى الذى أضاف موضحا وجهة نظره لا يمكن أن أفعل ذلك حتى تغيروا رئيس التحرير أسامة سرايا الذى كان أحد رموز النظام السابق والذى لم يتوان عن مهاجمة الثوار، وإذا كنتم تريدون التغيير فهذا هو وقته الآن.

ورغم الدهشة حاولت عبثا إقناعه أن ما يطالبنى به الآن ليس هذا مجاله لقد عشنا فى ظل نظام استخدم صحف الدولة المملوكة أصلا للشعب أبواقا للترويج له ولتجريح معارضيه.
هذا حقيقى ولقد سقط هذا النظام الآن، وسوف نشهد ونشارك جميعا فى تغيير مفاهيم كثيرة كانت مستقرة، لكن الأمر لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة وفى التو والحال وإلا ستتحول المسألة لفوضى عارمة، ثم إننا لم يكن متاحا لنا من قبل هذه المساحات التى أتيحت الآن بفضل الثورة التى شرفت بالمشاركة فى تظاهراتها أيام عديدة، لكنى أرى أن واجبى اليوم يحتم على الاستمرار فى العمل بل والإخلاص له حتى تتأكد نجاحات الثورة.

كان هذا هو الحدث الأول فى يوم الأحد الماضى.
والحدث الثانى كان دعوة من زملاء لى فى مؤسسة الأهرام للمشاركة فى اجتماع عام لمناقشة أوضاع المؤسسة، وبالطبع ذهبت للمشاركة باعتبارى واحدة من العاملين فى الأهرام، لكن بعد وقت ليس طويلا فوجئت أن الاجتماع تحول ليناقش كيفية إزاحة رئيس التحرير من منصبه، بل إن الاجتماع الذى رأسه الزميل ضياء رشوان ربما كان هدفه الأساسى هو قياس مدى تقبل العاملين فى المؤسسة لوجوه بعينها، تتطلع للجلوس على مقعد رئيس التحرير أو رئيس مجلس إدارة الأهرام، وشتان بين الهدفين فأوضاع العاملين بالمؤسسة ومحاولة إصلاحها أو تغييرها أمر، وإزاحة رئيس تحرير من منصبه أمر آخر.

أسامة سرايا ليس رئيس جمهورية الأهرام الذى يمكننا تغييره بالتظاهر ضده وإسقاط نظامه فهو لا يملك نظام من الأساس لنسقطه، وحتى لا أتهم بأننى من أنصاره فأنا من العاملين الذين لم يستفيدوا من موقعه كرئيس تحرير للأهرام على الإطلاق، بل على العكس فقد تم استبعادى من مجلة الأهرام العربى عندما كان سرايا رئيس تحريرها قبل سنوات طويلة، لكن الأمر يحتاج لشىء من المنطقية فى التعامل مع الأمور فالأهرام مؤسسة قومية يتم اختيار قياداتها بناء على قرارات مجلس الشورى المنحل حاليا، وإلى أن يتم انتخاب مجلس جديد يختار قيادات أخرى علينا أن ننشغل بتحديد آليات تسهم فى أن يكون للعاملين بالمؤسسة دور فى اختيار قيادتها، لا أن ننشغل بإزاحة هذا واستبداله بذاك.

اللافت للنظر حقا هو ما يفعله معظم ولا أقول كل ثوار الأهرام اليوم، فهم مثلا غير منشغلين على الإطلاق بضبط المعايير المهنية للمؤسسة، ولا بشفافية القرارات المالية لها، ولا حتى الدفاع عن حد محترم للسياسة التحريرية للأهرام تحميه من الانجراف الحاد من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وتجعله صوتا حقيقيا للشارع المصرى وليس مجرد بوق للنظام الحاكم أيا ما كان، فهل الثورة تعنى أن ننشغل بما يمكننا أن نحققه من مكاسب فى هذه اللحظة، أم تعنى ضرورة وضع معايير جديدة وعادلة تضمن لكل صاحب حق أن يحصل عليه بقوة القانون وليس بناء على قوة الصراع.

المدهش حقا هو تلك التصنيفات التى صارت تحكم تعاملاتنا فى الشارع هل كنت مؤيد أم معارض للنظام المخلوع؟ وهذا ما أكدته بقية أحداث يوم الأحد الماضى أول أيام أسبوعى الأول بعد الثورة، فإذا كنت مؤيدا فأنت بالضرورة كنت مستفيدا من نظام ديكتاتورى فاسد، وإذا كنت معارضا فأنت بالضرورة بطل، من أين جئنا بهذه القطعية الصارمة؟ ليس كل مؤيدى النظام السابق فسدة، وليس كل معارضيه أبطالا، بل إن هؤلاء المعارضون فى أغلبهم كانوا من المستفيدين بشكل أو بآخر منه ومن وجوده، وإذا خلصت نوايا التغيير فإن التاريخ سوف يطلعنا كيف جمع معارضوا مبارك ثرواتهم ومن أين جاءوا بتمويل صحفهم، وسوف يؤكد لنا أيضا أن هناك فى هذا النظام من كانوا يعبرون حقا عن قناعات حقيقية آمنوا بها وكانوا يدافعون عنها.

الثورة فى الأصل كانت ضد الفساد الذى جسده مبارك والذى جسدته أيضا المعارضة التى لا يمكنها اليوم أن تنكر أنها كانت بشكل أو بآخر جزءا من هذا النظام، فالأمر لم يكن بعيدا لقد كان قبل أربعة أسابيع فقط على كل حال أعتقد أننا اليوم لسنا بصدد الانشغال من الثأر الشخصى لا من مبارك ونظامه ولا حتى من معارضيه الذين يسعون للالتفاف وركوب ثورة الشارع المصرى، بل إن الأهم هو التأكيد على مبادئ أساسية وهى احترام الاختلاف أيا ما كانت توجهاته وإن البطولة ليست فى كونك معارضا أو كونك صاحب سلطة بل إن البطولة فى مدى إخلاصك الصافى لقناعاتك والأهم تفانيك فى أداء واجباتك تجاه وطنك قبل أن تسعى لتحصيل حقوقك.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة