حكم المحكمة الإدارية العليا بإلغاء قرار لجنة شئون الأحزاب لعام 2009 بالاعتراض على تأسيس حزب الوسط، ومن ثم السماح له بممارسة نشاطه من تاريخ صدور الحكم، يضع قواعد جديدة لتأسيس الأحزاب السياسية التى عطلتها لسنوات طويلة لجنة شئون الأحزاب، كما يمهد إلى تحقيق المطالب الشعبية بأن يكون تأسيس الأحزاب بمجرد الإخطار للمحكمة الدستورية العليا وللجهاز المركزى للمحاسبات.
الحكم الذى حصل عليه حزب الوسط، شجع حزب الكرامة على ترتيب أوراقة استعداداً للانتخابات البرلمانية المقبلة بعد صدور قانون الأحزاب الجديد، خاصة وأن الحزب "تحت التأسيس" ،تم رفضه مرتين من لجنة شئون الأحزاب دون مبررات منطقية، والأمر نفسه ينطبق على حزب الإصلاح والتنمية، أما حزب العمل، فقد بدأ بالفعل فى بحث تنشيط حضوره فى المحافظات استعداداً لخوض الانتخابات.
من جهة أخرى يعمل اليسار المصرى إلى إعادة ترتيب أوراقة، عبر تحركات أعضاء اللجنة المركزية بالتجمع للإطاحة برفعت السعيد رئيس الحزب، بعد أن سلم السعيد الحزب فعلياً إلى نظام مبارك وقضى على قواعده وكوادره فى المحافظات، كما يستعد عدد من الشخصيات والوجوه اليسارية التى تحظى بالقبول والمصداقية إلى إعلان حزب يسارى جديد إذا لم تنجح محاولات "تطهير التجمع".
وفى الوقت نفسه، هناك أكثر من حزب جديد يتشكل الآن من رحم ثورة 25 يناير مجتذباً إليه مئات الآلاف من الناشطين الراغبين فى المشاركة الفعلية، الأمر الذى قد يضعنا أمام بزوغ حزب شعبى جديد مدعوم بقوة الثورة وقادر على حصد عدد لا بأس به من مقاعد البرلمان المقبل بقوة دفع الثورة والشباب المنظم الإيجابى الذى حشد لها الملايين
وإذا أضفنا إلى هذه الأحزاب القوة السياسية التقليدية مثل جماعة الإخوان المسلمين بعد تأسيسها لحزب سياسى وحزب الوفد والعربى الناصرى الذى يحتاج إلى كثير من الإخلاص لأفكاره حتى ينجو من الضياع فى هذه المرحلة، بالإضافة إلى إعادة إنتاج الحزب الوطنى فى وليد جديد مدعوم من أصحاب الأفكار المخلصين للوطن لا للأشخاص فى هذا الحزب، نكون أمام خريطة سياسية شديدة التنافسية وصراع غير مسبوق على أصوات الناخبين فى الانتخابات المقبلة.
هذا الصراع سيكون على أشده فى القاهرة وغيرها من كبريات المدن وتحديداً فى الوجه البحرى، أما فى صعيد مصر، فستبقى خريطة الصراع محكومة بالمنطق القبلى العشائرى، وتوزيع الحقائب البرلمانية بحسب العرف الجارى هناك بين العائلات الكبيرة، خاصة وأن الانتخابات المقبلة ستكون مثل سابقاتها بالترشيح الفردى، فماذا يعنى ذلك؟ وماذا يعنى بروز حزب الوسط على الساحة إلى جوار الحزب المنتظر للإخوان المسلمين، دعونا نتلمس الإجابة عن هذين السؤالين غداً إن شاء الله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة