اخترتُ "اليوم السابع" للكتابة دون غيره، حالى حال عشرات الكتاب فى مؤسسة الأهرام وغيرها ممن وجدوا فى الصحيفة والموقع روحاً جديدة تنحاز إلى الليبرالية والتنوع المعرفى، وخلال فترة قصيرة وبفضل كفاءات كثيرة تتمتع بمهنية وحرفية عالية وتمتلك تاريخاً ناصعاً براقاً أصحبت "اليوم السابع" أرضاً يقصدها معظم الصحفيين والأدباء الكبار والشباب على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم، وخصّها أدباء كبار برواياتهم وقصصهم الجديدة، وأصبح الموقع هو مفتتح اليوم لملايين القراء ليسجل رقماً عالمياً متجاوزاً الجميع بهدوء ودونما ضجيج، ولم يكن لكل ذلك أن يُنسى أو يتم تجاهله أمام مكالمة سخيفة تبادلها كثيرون بغرض الشماتة أو التشويه أو غير ذلك، فصحيفة استكتبتْ كبار الأدباء والمثقفين وحازت ثقتهم لا تهزها مكالمة تم تسريبها عن قصد فى هذا التوقيت الذى تتصارع فيه شعارات "الشرف"، وتتنقل فيه حيزبونات النظام إلى صفوف الثوار دون خجل أو وجل!
الأمانة تقتضى منى أن أعلن انحيازى لصحيفة اخترتها للكتابة مرات ومرات، ولصديق أعرفه منذ ثمانية عشر عاما، وقبل أن تتفرق بنا السبل إلا قليلا، والأمانة تقتضى منى القول إن التسجيل يحمل إدانة تم نزعها من سياقها لتبدو وكأنها عملية تجسس لصالح إسرائيل، وسأتفق مع الأصدقاء الذين اعتبروها مكالمة "إدانة" لا يصلح معها دفاع أو توضيح، لكننى وبنفس المنطق أسألهم: هل المقصود من تسريبها الدفاع عن مصر وشرف مصر وكشف المستور؟!، إن كان الأمر كذلك فلماذا خالد صلاح و"اليوم السابع" تحديداً؟! وأين عشرات بل مئات التسجيلات السرية التى لابد وأن قامت تلك الجهات السرية بتسجيلها لعشرات من رؤساء التحرير (المعارضين كدا وكدا) ممن ركبوا طائرة الرئيس، وكانوا ضمن الوفد المنافق له، وضحكوا على قفشاته السخيفة، ووصفوه بالأب الحنون وحامى حمى الوطن، ثم راحوا يلعنونه ويغسلون قذارتهم دون خجل؟! أين أوراق وتسجيلات الصفقات التى كانت تتم بعلم النظام بين رؤساء تحرير بعض الصحف وبين حيتان بيزنس وفساد؟!، هل سيتم كشف وتسريب الفضائح والثروات الحقيقية لهؤلاء الذين تعبدوا فى محراب حبيب العادلى سنوات طويلة، ونشروا آلاف التهانى بمناسبة السبوع والطهور والترقيات ثم انقلبوا عليه اليوم؟! هل سيتم فضح عملاء النظام الذين أشعلوا نيران الفتنة بوفاء قسطنطين والتنصير والأسلمة كى يبقى النظام حصنا منيعاً، ونتقاتل نحن مسلمين ومسيحيين؟!، هل سيتم كشف هؤلاء الذين تاجروا بأرواح المصريين فى هايدلينا وقبضوا ثمن أكياس الدم الملوثة؟! هل سيتم فضح هؤلاء الذين نشروا ملفات فساد الحيتان ثم قبضوا الثمن، واعتذروا قائلين: خدعتنا مصادرنا؟! هل سنرى ونسمع الفضائح الحقيقية، أم أن المقصود هو ذبح رئيس تحرير شاب؟!
إن كان خالد صلاح قد أخطأ من وجهة نظر الكثيرين، إن كان قد بحث لصحيفته فى بدايتها عن مسارات تحريرية ومصادر تمويلية، فهناك عشرات مارسوا الفساد وكونوا ثروات طائلة، وناموا فى حضن النظام سنوات وسنوات، ونراهم اليوم يتصدرون المشهد باعتبارهم وقود الثورة وشعلتها!