تنحى مبارك أو أجبر على التنحى.. وغاب الوريث عن المشهد السياسى بعدما طالته كل ألوان الاتهامات فالبعض ذهب يبحث عن منزله الأنيق الكبير فى أغلى ضاحية فى مدينة لندن حتى قالت إحدى المجلات الإنجليزية إنه يبلغ 34 مليون جنيه استرلينى، وأكد آخرون أن الفيلا التى أهداها رجل الأعمال الشهير إلى الوريث وذلك بمناسبة زواجه والتى تقع فى حى الزمالك وقدر ثمنها وقتها بـ20 مليون جنيه وكان الوريث ينوى الإقامة فيها عقب توليه كرسى عرش الرئاسة خلفا لوالده وحتى عمر طنطاوى والذى كان قريبا أو رجل المهام الخاصة لجمال مبارك والذى هرب إلى سويسرا عقب تصاعد ثورة 25 يناير وشعوره بأنه سيكون فى مرمى المساءلة؛ لأنه يعرف أدق التفاصيل عن الشركات الخاصة والعمولات التى حصدها جمال مبارك والبنوك التى كان يديرها لمصلحته وصالحه ولذا فقد ضحى طنطاوى بالقصر الشامخ الذى كان يعيش فيه فى التجمع الخامس والذى تكلف 34 مليون جنيه وباعه فجأة لأحد رجال الأعمال بـ9 ملايين جنيه فقط ثم هرب سريعا يوم انفجار ثورة 25 يناير.. وعلى ما يبدو أن التأكيدات والتأويلات التى تقول إن كل الفاسدين سيتم محاسبتهم وملاحقتهم إلا الرئيس مبارك وعائلته صحيحة، فيبدو أن هناك اتفاقا ضمنيا بالمحافظة عليهم أحياء يرزقون بلا محاسبة أو مكاشفة أو تحقيقات أو محاكمات أو تتبع لأموالهم المهربة.. ويبدو أن عائلة مبارك بعدما استشعرت المخاطر قاموا بتحويل معظم أموالهم السائلة والنقدية كما أكد أحد المصادر إلى إحدى الدول العربية والتى تتمتع أيضا بحكم ديكتاتورى كبير لا أحد يستطيع مساءلته عن ثروة الرئيس.. لأن البنوك الأجنبية فى الدول الديمقراطية دوما تلبى الكشف عن حساب الفاسدين من المسؤولين فى الدول الديكتاتورية وهذه إحدى فضائل الديمقراطية.. أما دول الملوك فهم الذين يحركون البنوك لأن الحسابات خاصة جدا ولذا فأقول انسوا أن يتم محاسبة مبارك وعائلته ولكن تمتعوا بفضائح كل المسؤولين لأنه ليس من المنطقى كما يرى بواقى النظام البائد أن يتم مساءلة المحافظين الذين كانوا يفرضون الإتاوات والجبايات ضد شعوب محافظاتهم لكى يتبرعوا للسيدة سوزان مبارك كى تستكمل مشروعاتها الخيالية فالبعض مثلا يتساءل لماذا فرض محافظ القليوبية عدلى حسين إتاوة على فاتورة الكهرباء قدرها أربعة جنيهات للنظافة فى حين لم يجدوا رجلا يجمع الزبالة أبدا وما سر اختفاء الجنيهات الأربعة الآن واختفاء الزبالة أيضا بعدما قام مجموعة كبيرة من الشباب بالنظافة اليومية ودهانات الأرصفة والكبارى حتى أنك لا تصدق الآن أنك داخل شبرا الخيمة ولذا فهناك اتجاهات لمساءلة عدلى حسين عن تلك الإتاوات وأين كانت تذهب وهل حقا كان يتبرع بها إلى السيدة سوزان مبارك ليضمن استمراره على كرسى المحافظة وهذا كما يؤكد المقربون سر استمراره أكثر من 15 عاما محافظا.. سواء فى المنوفية أو القليوبية بعدها.. وعموما حتى لا نتوه وسط زحام ملفات الفساد وأكوام التردى الاجتماعى والسياسى فتعالوا نسأل لماذا يفكر البعض فى تمديد تعديل الكشوف الانتخابية والمعروف أنه سيتم غلق استخراج البطاقات الانتخابية فى نهاية هذا الشهر.. وأرى أن فتح وتمديد تنقية الكشوف الانتخابية بات مهما جدا بعدما لوحظ أن معظم ثوار 25 يناير لا يملكون بطاقات انتخابية ومازالت مواطنهم الانتخابية مختلفة ومتناقضة فإذا كان أصحاب الثورة الحقيقيون من الشباب لا يملكون بطاقات انتخابية فكيف ستكون الرؤية القادمة فى صناديق الانتخابات إلا إذا كان التصويت بالرقم القومى.. هل ستظل الأصوات الانتخابية القديمة هى المؤثرة فى صناديق الانتخابات والتى بالطبع ستكون الأقرب للإخوان المسلمين الأكثر تنظيما والأكثر تواجدا فى الشارع.. ويبقى سؤال مهم يثير القلق بعد ثورة 25 يناير.. لماذا عادت أصوات الثورة المضادة تتعالى وظهر أحمد عز فى قناة العربية فى حديث موسع وأكد أنس الفقى وزير الإعلام ولاءه لنظام مبارك وسدد لكمات واتهامات للمذيع اللامع محمود سعد فى مداخلته فى برنامج مصر النهاردة ولماذا تم تسريب تصريحات على لسان جمال مبارك بأنه سيقاضى أى صحيفة توجه له ولأسرته اتهامات.. كلها أثارت مخاوف ثورة 25 يناير وكلها جعلت فلول العادلى ومبارك الابن وعز وسياحة جرانة وبعض رجال الأعمال الذين تنتظرهم المحاكمات والملاحقات يحاولون حشد جماهيرهم الخاصة فى ميدان مصطفى محمود بالمهندسين يحاولون ولو للمرة الأخيرة أن يستعيدوا عصمة الحكم مرة أخرى.. وبالذات لوجود مبارك الأب وأسرته فى شرم الشيخ أى أن عودتهم لا تستغرق أكثر من ساعة فقط.. ولكن جاء قرار حبس الرباعى العادلى وعز والمغربى وجرانة ليلة جمعة النصر ليهدئ روع ميدان التحرير والذى اكتظ بأكثر من ستة ملايين مواطن بين شعورهم بالفرحة والانتصار وقلقهم والخوف على ثورتهم النبيلة وعلى الوجه الآخر تضاءلت أعداد جماهير المهندسين التى جاءت لكى تعيد لمبارك الأب حيويته.. وربما هدأ الجميع فى جمعة النصر وشعروا وتأكدوا أن القوات المسلحة ستظل موالية للشعب وتفعل ما تقوله ولكنها تطلب فقط الهدوء والابتعاد عن الانفعالات وتأجيل المطالبات الفئوية الخاصة آملين أن يحققوا كل طموحات الشعب المصرى ولكن ألا ينسى الجميع عامل الوقت.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة