هانى صلاح الدين

لا تخشوا من أبناء حسن البنا

الجمعة، 25 فبراير 2011 01:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ مصريون يريدون الخير للوطن.. وسيرفعون شعار «المشاركة لا المغالبة» ويواصلون مسيرة الإصلاح الاجتماعى
منذ نجاح ثورة 25 يناير، خرج علينا بعض المثقفين والإعلاميين من اتجاهات سياسية وأيديولوجية مختلفة، بحملات تستهدف جماعة الإخوان المسلمين، وتشكك فى نواياها الإصلاحية، وفرضت هذه الحملات علامات استفهامية عن موقف الإخوان فى المرحلة المقبلة، محاولين إرسال إشارات تخويف للمجتمع من هذا الفصيل الوطنى.

وفى البداية نحتاج أن نرسخ فى المرحلة المقبلة لمجموعة من الأسس التى تحكم العمل العام والسياسى، فى أى دولة بالعالم، ومنها أنه من حق أى فصيل سياسى أن يتواجد ويمثل حسب تواجده فى الشارع، فالفيصل فى هذا الأمر رأى الشارع، فالشعب من حقه أن يختار من يمثله بالنسبة التى يريدها فى المجالس البرلمانية والمحلية، وأيضاً من حق أى قوة سياسية أن تسعى للسلطة بشكل ديمقراطى حر، فمبدأ تداول السلطة متاح للجميع، وليس حكراً على أحد.

ومن أسس العمل العام أيضاً، عدم التخوين أو التشكيك فى نوايا قوة سياسية وطنية، إلا إذا وجد بالوقائع الظاهرة والعلنية ما يؤكد هذه الشكوك، فالأحكام الجزافية وغير الموثقة بأدلة خطيئة تجرّمها بروتوكولات العمل السياسى، وعلينا جميعاً احترام إرادة الشارع واختياراته، كما لا يستطيع فصيل أن يختار لفصيل آخر منهجه أو وسائله، فلا يصلح أن يفرض الإخوان على الوفد مرجعيتهم الدينية، وليس من حق اليسار أن يطالبوا الإخوان بالتخلى عن مشروعهم السياسى ذى المرجعية الدينية، لكن لابد أن يتوافق الجميع على مشروع سياسى يستهدف دولة مدنية حديثة، يختلف فى تفاصيلها حسب كل قوة سياسية، ولكن يتفق على خطوطها العريضة، فهذه بعض الأسس التى لابد يتفق عليها الجميع.

ومن خلال احتكاكى بالإخوان أرى أن هذا الفصيل لديه من الذكاء السياسى والخبرة فى العمل العام ما يجعلهم يحسبون خطواتهم بجدية خلال المرحلة المقبلة، وسيكون شعارهم خلال السنوات الخمس القادمة «المشاركة لا المغالبة»، فسيحرصون على أن يكونوا ضمن النسيج الوطنى السياسى، ولن يسعوا تحت أى ظروف لمنصب الرئاسة، فالحمل ثقيل والظرف صعب، ولا يستطيع فصيل بمفرده أن يتحمل أمانة الوطن، فمصر تحتاج لائتلاف وطنى تتمثل فيه كل القوى السياسية، ويستفيد من جهود المخلصين المتخصصين فى مختلف التخصصات.

لعل خير دليل على ما أقوله موقف الإخوان فى الثورة، فقد حرص شباب الإخوان على الاندماج الكامل مع شباب باقى القوى السياسية، ولم يتصدروا المشهد، إلا وقت ما طلب منهم، وذلك يوم الأربعاء 2 فبراير، عندما اشتد هجوم بلطجية الوطنى والشرطة على المتظاهرين فى التحرير، فقد طالبت كل القوى السياسية الإخوان بالتصدى بكل قوة لهؤلاء المجرمين، ونجح الإخوان فى حماية الثورة بمساعدة شباب القوى السياسة الأخرى محتسبين شهداءهم الذين تعدوا الـ50 شهيداً وشهداء شباب الثورة عند الله، ولعل شهادات الكثير للإخوان فى هذا الموقف، تؤكد مدى حرص الإخوان على الاندماج لا التفرد.

ولا يستطيع أحد أن ينكر على الإخوان سعيهم لتمثيل بالمجالس الشعبية والمحلية يليق بتواجدهم فى الشارع، كما سيحرص الإخوان على التمثيل السياسى الرسمى لهم، من خلال حزب سياسى مدنى ذى مرجعية إسلامية، فقد حرم الإخوان من هذا الحق على مدار 80 عاماً، وجاء الوقت لرد هذا الحق لهم.

كما أرى أن الإخوان سيواصلون مشوارهم الإصلاحى فى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، من خلال أنشطة الجماعة المختلفة، وسيحرصون كل الحرص من خلال أنشطتهم الدعوية على ترسيخ قواعد التدين المعتدل البعيد كل البعد عن التطرف والتشدد، وذلك بين جموع المتدينين المصريين، وتضييق الفجوة بين أجنحة التيار الدينى ودمجهم فى الحياة العامة، بشكل يخدم الوطن ويحفظه من الغلو، كما أؤكد أن الإخوان سيشاركون من خلال مشروعاتهم الاقتصادية فى فتح آفاق استثمارية جادة، يتيحون من خلالها فرص عمل لشبابنا، وتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى.

كما أرى أن الإخوان سيحرصون فى المرحلة المقبلة كعهدهم فى السابق، على المحافظة على النسيج الوطنى للمسلمين والأقباط، فقد أكدوا عملياً، من خلال حرصهم على المشاركة فى حماية الكنائس وقت الفراغ الأمنى على ارتباطهم الكامل بشركاء الوطن، لأن مصير الجميع واحد، وأرى أنهم سيديرون حواراً راقياً بين الأديان من أجل التوصل لصيغة وطنية، ينعم كل المصريين فيها بكامل حقوق المواطنة.

وأخيرا أريد أن أشدد على أن الإخوان ليسوا ملائكة، ولا متحدثين عن الله، ولا منزهين عن الخطأ، فهم شريحة من المجتمع المصرى يصيبون ويخطأون، يجتهدون فى خدمة دينهم ووطنهم، لهم صفاتهم الحسنة، وعليهم بعض الأخطاء التى يرفضها باقى المصريين، لكن لا يستطيع مصرى أن يخوّنهم، أو ينكر جهدهم الوطنى فى المرحلة الماضية، أو يبخسهم حقهم فى الاعتراف بأنهم قدموا فاتورة باهظة على مدار 30 عاما، تمثلت فى المثول أمام محاكمات عسكرية ظالمة، وصدور أحكام جائرة على قياداتهم، ومصادرة أموالهم الطاهرة من كل فساد، والتى نتجت عن جهد متواصل وعرق، وحرموا من حقهم فى العمل العام.

وقد آن الأوان أن تفتح كل القوى السياسية للإخوان أذرعها وقلوبها وعقولها، من أجل إيجاد صياغة سياسية جديدة لكل القوى الوطنية المصرية، يكون أساسها المواطنة وتكافؤ الفرص، وترك الفرصة للشارع ليحكم على المشروعات السياسية المختلفة، سواء يسارية أو يمينية، ويقرر لمن ينحاز.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة