مدحت حسن

كيف سيحاسب فاروق حسنى ؟

الأحد، 27 فبراير 2011 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبيل ثورة 25 يناير المجيدة احتفل فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق بإقامة آخر معارضه الفنية، ثم خرج علينا فى اليوم التالى فى لقاء تليفزيونى مع الإعلامى خيرى رمضان تم تصوير مقاطع منه داخل قصر الوزير الفخم، وقد أعلن الوزير بعد أن تجولت بنا الكاميرا كثيرا داخل أروقة وزوايا القصر أنه اتفق مع المحامى الخاص به على أن يتبرع بالكثير من ممتلكاته لمصر، ومنها هذا القصر المنيف، ومن الطبيعى أن كل من شاهد الحلقة أو قرأ التصريحات قد قال إن وزير الثقافة الأسبق شخص رائع ومؤمن بأهمية التكافل الاجتماعى وأنه فنان حقيقى، وهى بالتأكيد مشاعر جميلة أتمنى أن تكون صادقة، ولكن المنطق يقول قبل أن نقبل نحن المصريون تبرعات فاروق حسنى علينا أن نسأله ونحاسبه عن السنوات العشرين التى قضاها وزيرا للثقافة فى مصر، وعن مصادر هذه الثروة، لنعرف بعدها إن كنا سنقبل تبرعاته أم سنرفضها.

ويجب أن يكون فاروق حسنى شفافا ويتسع صدره ليجيب عن التساؤلات المنطقية التى يسألها أى شخص طبيعى، وبالتأكيد سيكون الوزير مضطرا الآن بعد منعه من السفر وتوقعات بدء التحقيق معه قريبا، لأن يجيب على كل الأسئلة، ونحن بدورنا نلفت انتباه جهات التحقيق حول هذه الأسئلة، لماذا لم يعلن هذا التبرع وقت أن دخل الوزارة لأول مرة؟ ولماذا انتظر كل هذه السنوات؟ ما هو حجم ثروة الوزير قبل أن يكون وزيرا؟، وما هو حجمها الحالى الذى سيتبرع به؟

وإذا كان الوزير عاشقا للفن وحول منزله لمتحف كبير فكيف حصل على الأرض المخصصة لهذا المنزل؟ ولماذا تساهل فى أن تكون المنطقة المحيطة به عشوائية بهذا القدر؟ وأليس من مهمة الوزير الفنان أن يحارب القبح والعشوائية فى كل مكان أم أن وقته كوزير لم يسمح له بأن يهتم بأكثر من هذا القصر؟ وهل يمكننا أن نسأل فاروق حسنى عن حالات الفساد المرعبة التى تم اكتشافها من بين أخلص رجاله وبعضهم ما زال فى السجن والملايين التى ضاعت تحت مسئولياتهم؟ ولماذا لم يفكر فى أن يتبرع بمصاريف حملته الانتخابية لليونسكو مع العلم أنه كان يصنع مجدا شخصيا ومن الضرورى أن ينفق عليه من ماله الخاص؟ ولماذا لم يفكر الوزير الفنان وهو مرهف المشاعر فى أن يتبرع بقروش قليلة لضحايا مسرح بنى سويف الذين لا يجد بعضهم ثمن العلاج حتى الآن؟

وقبل كل شىء وهو الأهم فى رأيى هو أن يحاسب فاروق حسنى ويسأل عن الانحدار الذى حدث للثقافة المصريى على يديه داخليا، ومدى التراجع الكبير الذى حدث للثقافة المصرية فى الخارج، وترجع السينما وانحدار المسرح والموسيقى وهى أدوات القوة الجبارة التى غزت بها مصر العالم العربى قبل فاروق حسنى.

تبقى ملحوظة أخيرة حول معرض فاروق حسنى الأخير الذى ضم عددا كبيرا من لوحاته التشكيلية، فقد حضر الاحتفال بالمعرض الجديد نجوم المجتمع من كل المجالات، وقد سعدت أن ثقافة الاهتمام بالفن التشكيلى الرفيع قد وصلت لكل هذا العدد من الشخصيات العامة، وأتمنى أن يمتد بنا العمر لنرى أول معرض فنى للفنان فاروق حسنى بعد أن تنتهى التحقيقات المتوقعة معه، ونرى كم شخصا من هؤلاء سيزور المعرض ويهتم باقتناء ما فيه من لوحات.











مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عزام بونجوع

بصدف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة