سعيد الشحات

كمال أبوعيطة وزيراً

الإثنين، 28 فبراير 2011 01:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفض كمال أبوعيطة منصب وزير القوى العاملة الذى عرضه عليه الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، وبموافقة من الدكتور أحمد شفيق، رئيس حكومة تسيير الأعمال، فاختلفت الآراء حول هذا الرفض من القيادى بحزب الكرامة «تحت التأسيس» ومؤسس نقابة الضرائب العقارية المستقلة.

ويحكى أبوعيطة أنه اتصل بالدكتور يحيى الجمل، يحذره من تولى حسين مجاور، رئيس اتحاد عمال مصر لوزارة القوى العاملة، وذلك بعد أن راجت شائعة حول ذلك، وبعد أن استمع الجمل لتحذيره، طلب منه لقاءه فى اليوم التالى، فذهب إليه مجددا التحذير، وتركه الجمل يبدى اعتراضه كاملا، ثم فاجأه بقوله: «إيه رأيك إنت تتولى الوزارة، لكن أبوعيطة رفض فورا.
هناك من رأى أن أبوعيطة تعجل فى الرفض، وبالتالى أضاع فرصة كان من الممكن أن يفتح فيها ملفات هامة فى هذه الوزارة التى ترتبط بالحركة العمالية، وساهمت مع اتحاد العمال فى تخريبها، حتى لم يعد للاتحاد صوت، ولم تعد للوزارة فائدة، ويرى أصحاب هذه الرؤية أنه إذا كنا نرفع شعار التغيير، ونعمل من أجل فرضه على الأرض، وجاءت الفرصة لتطبيقه، فلماذا نرفض الاقتحام، وننسحب فنترك الفرصة للآخرين؟، ويزيد أصحاب هذا الرأى فى قولهم بأن وجود أبوعيطة مع الدكتور جودة عبدالخالق من حزب التجمع كوزير للتضامن، ومنير فخرى عبدالنور من حزب الوفد كوزير للسياحة، كان من الممكن أن يعطى للحكومة شكلا يقترب من الائتلاف الوطنى.

والحقيقة أن موقف أبوعيطة هو تصرف طبيعى منه، لأنه يأتى من مناضل لم تغريه مناصب، ولم يبحث عن مال، ورغم كثرة مرات اعتقاله ومطاردته فى لقمة عيشه فإنه لم يهادن، ولم يتراجع عن مواقفه الجذرية فى معارضة النظام السابق، وأكسبته شعاراته السحرية فى المظاهرات منذ السبعينيات من القرن الماضى وحتى الآن، لقب مؤذن الثورة التى حلم بها وعمل لها، وكان فى مقدمة صفوفها منذ يوم 25 يناير يشعلها بهتافاته، وزرع فى ميدان التحرير خيمة مع رفاقه من نقابة الضرائب العقارية المستقلة، كباقى القوى السياسية الأخرى، ومع هذه السيرة فإن قبوله للمنصب فى وقت مازال فيه بقايا نظام مبارك هم المتحكمون، سيسحب من رصيده، ويضعه فى مكان مضاد للثورة.

أعرف أن كمال أبوعيطة لم يزلزله هذا العرض، ولم يخضع منه لأى تفكير، وكل «المشتاقين» الذين انتظروا مكالمة تليفونية من شفيق أو الجمل يتعجبون من موقفه هذا، لكن الحقيقة تكمن فى أنه انحاز إلى موقفه السياسى الذى لا تلون فيه، وأنه رأى أن الحكومة الحالية ترقيع لا فائدة منه، وعليه فإن الرفض هو الشرف الذى اختاره. > >





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة