«الشعوب وحدها هى من تحرر نفسها» هذا هو المشهد الآن فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر، التى يصر شعبها الأبى إلا أن يحرر نفسه بنفسه، لا يحتاج الدعم الأمريكى ولا الدعوات الإيرانية، فكلاهما باطل، ولن يبقى إلا شعب مصر الذى خرج ثائرا فى 25 يناير يرفع شعارا واحدا «الشعب يريد إسقاط النظام» لم ولن يتغير مهما حاولت قوى «امسك العصا من النص» أن تتدخل لوقف ثورة الغضب، فالشعب خرج ولن يعود إلا بثورة كاملة، معتمدين على قوتهم، لا يحصلون على دعم معنوى أو مادى من أى قوى خارجية، فهى ثورة صناعة مصرية خالصة لوجه الوطن، والسبب أن من خرج فى هذه الثورة شباب مصرى لم تلوثه السياسة ولم يتورط فى ألاعيبها، وليس بطامع فى كرسى أو منصب أو مال، فالجميع وضع مصر فوق رأسه وأصر على تحريرها من احتكار حزب وطنى فاسد، ونظام شاخت قياداته فوق كراسيها، وتنتظر أن يورث هذا الملك العظيم لأبنائها جمال أو علاء أو هيثم وكأن الشعب المصرى عقيم لا يستطيع أن يخرج منه زعيم يدير البلاد.
الثورة انفجرت لأن الشعب شعر بأن جوقة النظام جمعت بين يديها كل مقدرات الأمة وثروتها، ولم تحترم هذه الجوقة أحدا، ووصل الأمر بقيادتها، وعلى رأسهم الرئيس مبارك، أن يقول عبارته الاخيرة تحت القبة عن البرلمان الشعبى «خليهم يتسلوا»، وها نحن تسلينا ياسيادة الرئيس، وتحول الشارع المصرى إلى برلمان شعبى مليونى فى 25 يناير فأسقط شرعية النظام وأسقط البرلمان المزور، ونجح فى تحويل أعداء الشعب من حبيب العادلى وأحمد عز وكل فاسد إلى محكمة الشعب.
نعم، من ثار فى 25 يناير هم، وكما قال القرآن الكريم عنهم «إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى» صدق الله العظيم، يا شباب الثورة اتحدوا ولا يفرقنكم أحد ولا يندس بينكم من يريدها فوضى، فمنذ خروجكم فى 25 يناير ووجه مصر قد تغير، فلا توريث ولا حزب واحداً يتحكم فى الحياة السياسية، ولا رئيس سيظل فى السلطة حتى آخر نفس فى عمره، ولا أحمد عز، هذا الرجل الذى أفسد الحياة السياسية منذ ظهوره على مسرح الأحداث.. أحمد عز هذا الرجل الشيطانى الذى كان أحد أهم أسباب سقوط هذا النظام وأحد الذين أشعلوا النيران فى مصر، أحمد عز ومعه جمال مبارك ووزير الداخلية هدموا المعبد على رأس النظام. لم يتعلم عز وجمال مبارك من دروس التاريخ وحاولا أن يفرضا سطوتهما على الحياة السياسية فى مصر، ولكن شباب 25 يناير أعطاهما درسًا فى فنون القتال السلمى، ونجحوا فى إفساد كل مخططاتهما، وذهب عز ومن معه لمزبلة التاريخ ولن يعودوا مرة أخرى. لقد نجح ثوار 25 يناير فى أن يؤكدوا أن مصر بها أحرار وأنهم ربما يصبرون على الظلم ولكنهم عندما يثورون فلا أحد يقف أمامهم لأنهم ظلوا لسنوات طويلة تحت القهر والاستبداد.
يا أيها الشباب الثائر فى ميدان التحرير منذ 25 يناير استمروا فى ثورتكم ومطالبكم ولا تستمعوا لصوت العقل وحكماء الأمة والإخوان والبرادعى وكل القوى السياسية التى تحاول أن تركب وتقطف ثمرة ثورتنا وشهدائنا بعد أن فشلوا فى اختراق ثورتنا أو إجهاضها..لقد هزم الشباب الثائر بلطجية الحزب الحاكم فى «موقعة الجمل» بميدان التحرير التى حاولوا فيها هزيمة هذا الشباب الثائر، ولكن خاب ظنهم فكيف يهزم شباب أبرار نجحوا فى قهر مصفحات وزارة الداخلية فى جمعة الغضب.
يا شباب ثورة 25 يناير لا تتركوا الفرصة لأى قوى سياسية أخرى، شكلوا من بينكم قيادة مشتركة تتفاوض مع المسؤولين لتحقيق المزيد من الانتصارات فأنتم أولى وأفضل من كل القوى السياسية التى فشلت فى تحريك النظام منذ 30 عامًا للحصول على ربع ما حصلنا عليه الآن من هذا النظام الطاغية.. أرجوكم أن تتحدوا ولا يفرقنكم أحد، الآن أنتم أمل الأمة كلها.. وسلام عليكم يوم خرجتم ويوم انتصرتم ويوم تتحقق كل مطالبكم.