فقد المستشار مرتضى منصور ميزته الكبرى، ولن يهدد أحدا بعد الآن مستخدما جملته الشهيرة: «ملفاتكم عندى»، لأن ملفات مصر كلها أصبحت على الأرصفة، ولهذا دعونى أنصح كل صاحب بطحة أمنية على رأسه بأن يختفى أو يهرب لأن قصص فساده وتفاصيل تجسسه على زملائه وتعاونه مع أمن الدولة موجودة فى ملفات الجهاز التى تباع على الأرصفة الآن بقيمة خمسة جنيهات للمستند والصورة منها على موقع «الفيس بوك» ببلاش.!
لعن الله نظام الرئيس السابق وأجهزة أمنه، وتحديدا جهاز أمن الدولة الذى سلط الناس على بعضهم، وخلق من المواطنين جواسيس وكتبة تقارير ينشرون أخبار أهاليهم وأصحابهم، ويدقون مسامير الخيانة فى نعوش بعضهم، وإن لم يفعل النظام السابق شيئا من الفساد سوى رعايته لهذا الجهاز، ودعمه، ورفع شأنه فوق كل مؤسسات الدولة، لوجب أن نسقطه ألف مرة، وأن نطالب بمحاكمة رئيسه ووزير داخليته مليون مرة وأن نرفع أيدينا لنلعنه كل ليلة.
لا تدخل فى متاهات الكلام حول وجود مؤامرة لحرق مقار أجهزة أمن الدولة، أو دور الجيش فى تسريب تلك الملفات بتركها متاحة للجميع وركز فيما هو أهم.. ركز فى عملية الفضح والكشف التى ستؤدى حتما إلى عملية تطهير تزيد من قوة هذه الثورة، وتمهد لمستقبل أفضل، ركز مع تلك الهدية الربانية التى جعلت أسماء العملاء والخونة وذيول النظام القديم مفضوحة للجميع دون التعب فى البحث عنها، بسهولة ستجد أسماء الصحفيين والنقباء ورجال الإعلام المتورطين فى التعاون مع أمن الدولة وخيانة الوطن وأهله، ستجد وستتأفف من كمية الفساد والنفاق والتقزم التى سيبدو عليها أشخاص ونجوم، كنت تحسبهم من الشرفاء..
الأوراق والملفات كشفت أن الذين خططوا لإرهاب الجماهير أيام الثورة بالبلطجة والمكالمات النسائية التى تبث الرعب فى نفوس المشاهدين حول وجود سرقة واغتصاب هم أفراد من جهاز أمن الدولة، وستشكف لك ايضا أن الذين فجروا الكنائس وأشعلوا الفتن الطائفية كانوا رجالا من جهاز أمن الدولة.
فى مقر جهاز أمن الدولة فى 6 أكتوبر ومدينة نصر، وجدنا بدل رقص وسيديهات جنسية وشرائط فياجرا وروب حريمى فى غرفة حبيب العادلى، وتأكد لنا بالدليل القاطع أن الجهاز الذى أنشأوه لحماية مصر كان مشغولا بتعذيب المواطنين، وتجنيد العملاء، وممارسة الجنس أو مشاهدته أكثر مما هو مشغول بأمن الوطن.
هى صدمة كبيرة إذن ياعزيزى.. نعم صدمة بالنسبة لى على الأقل أن أكتشف أن الجهاز الذى خشيناه وخشينا سطوته، كان أتفه من غفراء العمدة فى القرى الصغيرة، صدمة كبيرة ياسيدى لأننى أكتشف الآن أن الجهاز الذى كان يصيبنا بالرعب كان أفشل من الشرطة المدرسية فى المدارس الإبتدائى، وهل هناك فشل أكثر من أن يفشل هذا الجهاز فى إجهاض ثورة، أعلن شبابها بحسن نية عن زمانها، ومكانها، وخطة تحركها قبل حدوثها بأسابيع.
إنها كوميديا ياسيدى.. كوميديا من النوع الأسود الذى يثبت لك أن نظام مبارك لم يكن يستحق أقل مما حدث له من إهانة وإذلال..شكرا لجهاز أمن الدولة لأنه مهد لنا طريق الثورة بغبائه وتفكيره البدائى، ولأنه فضح لنا أسماء الخونة والعملاء والمتورطين، ولأنه أكد للمواطنين الذين تعاطفوا مع الرئيس السابق ومع رجال الأمن، أن تعاطفهم لم يكن أبدا فى محله، ولم يكن أبدا لأشخاص يستحقون جمعة تكريم أو وفاء أوحتى ترحم.. لأن الرحمة لابد أن يتبعها ذكر مجموعة من المحاسن، وهذا النظام روحه عفنة، ولم يضبط متلبسا بحسنة واحدة حتى ولو كانت من صنع عملية جراحية. > >
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة