يونان مرقص

القيم الدينية والإنسانية الراقية

الخميس، 10 مارس 2011 07:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر أرض المحبة والوحدة الوطنية، مصر أرض المقدسات والدعوات، وأرض الوفاء والسلام، مصر الأرض المباركة التى باركها الله القدوس وبارك شعبها العظيم بقوله "مبارك شعبى مصر" يدق الآن جرس الإنذار.. من الأحداث المؤسفة التى حدثت بالكشح ونجع حمادى والعمرانية وقطار سمالوط وبالإسكندرية مذبحة من أبشع الجرائم الإنسانية فى مصر وسميت بالإرهاب وهذه أيد خائنة هدفها ضرب الوحدة الوطنية، والآن خراب ودمار وحرق واضطهاد فى قرية صول مركز أطفيح لم يحدث من قبل فى مصر" حرق وهدم كنيسة" وفى المقطم أحداث حرق وقتل وهذا مخطط لضرب ثورة 25 يناير وزعزعة أمن وسلامة مصر وأعتقد أن العامل الأساسى هو غياب ثقافة الحوار مع الآخر، هذه الأحداث المؤسفة التى لايمكن تبريرها بأى شكل من الأشكال، تحتاج إلى وقفة جادة وحازمة نتناول فيها جذور المشكلة ونحدد فيها حجمها الحقيقى ووضع حلول جذرية مناسبة لها وبصورة واضحة أستناداً إلى وقائع محددة يجرى جمعها وحصرها، والذين يفعلون هذه الأحداث هم قلة منحرفة دينيناً واجتماعياً فى هذا المجتمع المصرى تنساق وراء الشائعات والأكاذيب المغرضة والتضليل ويسعون لنشر الفتنة والوقيعة بين الشعب الواحد، مع العلم أن المجتمع المصرى على مر العصور يتميز بقوة ومتانة نسيجه والتلاحم بين الأقباط والمسلمين، ونحن فى مصر مسلمين ومسيحيين عشنا أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان فى ألفة ومحبة وتفاهم وتعاون، فامتزجناً واندمجناً واتحدناً وصار لنا شكلاً واحداً ولغة واحدة وهدفاً واحداً ونحمل لقباً واحداً وهو"أننا مصريون" من منا أن يقدر أن يفرق فى بنك الدم بين كيس به دم مسلم أو مسيحى، إذا كلنا من دم واحد ومن أب واحد ومن أم واحدة "آدم وحواء" وكلنا أبناء أبينا إبراهيم خليل الله، وكلنا نعبد الإله الواحد القدوس خالق السماء والأرض الذى لا شريك له، فنسأل أنفسناً: من الذى واجه الاستعمار الأجنبى ورفع علم مصروعلم الوحدة الوطنية "يحيا الهلال مع الصليب"؟ المسيحى والمسلم" من الذى دافع عن أرض الوطن فى كل الحروب وتحرير كل شبر من الأراضى المصرية؟ المسلم والمسيحى، ومن الذى رفع علم مصر فوق الجبهة المصرية فى انتصارات أكتوبر المجيد؟ المسيحى والمسلم، إذاً نحن شعب واحد وبقلب واحد، ونعيش فى شارع واحد طويل وهو نهر النيل العظيم وبيت واحد وهو الوطن الغالى مصر، وأوصانا الله أن نعيش فى هذا الوطن الغالى عنه بمحبة أخوية وأن نعيش فى سلام تام، وحذرنا بقوله

"أن البيت المنقسم على ذاته يخرب ولا يثبت" فيجب أن نجلس سوياً لنتصارح ونتكاشف، فعندما أشكو لأخى المسلم عما يعكر صفو حياتى أو يجلس المسلم مع المسيحى ويشكو له مثله، يعنى ذلك أننى أضع يدى فى يده لنعمل سوياً على حل مشاكلنا داخل بيتناً. فنحن فى مصر غرباء على هذه الأرض أرض الله، نعيش تحت سماء واحدة وتظلنا شمس واحدة ونشرب من نيلها العظيم والمبارك، إذاً: تربطناً علاقة قوية مشتركة على مر العصور، فيجب على القيادات الدينية أن يكون لهم دور كبير فى الحوار الثقافى بين الأديان لترسيخ القيم الدينية والإنسانية الراقية ونزع بذور التعصب والكراهية وفكر التصنيف البشرى الدينى، وتحرير الإنسان من الأفكار الرجعية وعدم الانسياق وراء الشائعات من أجل استقرار بلادنا والحفاظ على وحدة الجماعة الوطنية المصرية.

إننا جميعاً مطالبون بالتكاتف والعمل الجاد معاً لاحتواء الأزمة الحالية وهى "الاحتقان الطائفى الموجود بين شعب مصر الغالى" حتى لا نعطى الفرصة للمتربصين فى داخل مصر أو خارج مصر لانقسام وحدتنا الوطنية العريقة، فهى حق علينا جميعاً ومن واجبناً أيضاً، مصر كلنا مسئولون عنها أمام الله، وكلنا نقف أمام عرش الله القدوس فى اليوم العظيم "الدينونة " وسيحاسبناً عليها! إذاً لابد من أن نعيش فى البيت العائلة الواحد حسب رأى فضيلة الأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فالأب الراعى فى الكنيسة "القسيس"والدعاه والشيوخ الأفاضل بمؤسسة الأزهر الشريف فى المساجد، والأستاذ فى الجامعة، والمعلم فى المدرسة والآباء والآمهات فى بيوتنا، وكل مؤسسات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، وفوق الكل نحمل المسئولية الأولى فى بلادنا العزيرة منابر الإعلام المصرى والقنوات الفضائية والصحافة والإذاعة لخلق أجواء أكثر مودة ومحبة وسلاماً وحرصاً على وحدة الشعب فى إطار من الاحترام المقدسات الدينية وعدم الاقتراب منها بأى صورة تمس مشاعر المؤمنين بها، فلابد من وقفة جادة وحزم شديد فى وجه كل ما ينطوى على المساس بتلك المشاعر أو نتغلب على الشائعات ونفيها وعدم الانسياق وراء الأكاذيب وعدم ترديدها، وبهذا ينجح المجتمع المصرى العريق وينمو فى جميع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية، داعياً الله أن يعم السلام بيننا ونفعل خيراً فى حياتنا.. وأقول لكل أحد.. كل يوم يمر عليك ولاتصنع فيه خيراً لاتحسبه من أيام حياتك. أن حياتنا تقاس بقدار المحبة والخير الذى نفعله ونقدمه.. وحينما يزن الله إنسانيتنا إنما يزنها بالخير الذى تفعله، نطلب من الله أن يبارك فى الجهود التى يبذلها الآن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكل رجال الدولة والمجتمع المدنى من أجل احتواء الأزمة وانتصارنا على الفساد بثورة 25 يناير العظيمة والمباركة.. وأن يحفظناً من كل شر وأن ينعم علينا بالسلام والأمان والهدوء من أجل خير مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة