هانى صلاح الدين

متشددو السلفيين والأقباط.. اتقوا الله فى مصر

الخميس، 10 مارس 2011 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن ما شهدته بعض مناطق القاهرة وأطفيح من أحداث طائفية مؤسفة أسفرت عن مقتل أكثر من 10 مصريين، تجعلنا جميعا ندفع بكل قوة نحو وأد هذه الفتنة التى تهدد مصر بكارثة، وتخالف طبيعة العلاقات بين شركاء الوطن، والتى ظهرت بوضوح أثناء الفراغ الأمنى، فقد ضرب المصريون أروع الأمثال فى الوحدة الوطنية، فحرص المسلمون على حماية الكنائس، وشارك الأقباط فى حماية الأحياء وضربنا للعالم مثلا مشرفا للوحدة الوطنية المصرية.

ولكن وجدنا للأسف أصابع أمن الدولة الخبيثة بدأت تتلاعب بأوتار الفتنة الطائفية من خلف حجاب، وتدفع مصر من جديد نحو هتك عرض الوحدة الوطنية، مستغلة تطرف المتشددين من الطرفين، فقد رأينا عشرات المتظاهرين المتشددين يتظاهرون أمام مجلس الوزراء، للمطالبة بعودة "كاميليا شحاتة" زوجة كاهن دير مواس المختفية، ووفاء قسطنطين، وردد المتظاهرون الهتافات المنددة باختفائهما والعدائية للأقباط، وأرى أن إثارة هذا الأمر الآن لا يزيد النار إلا اشتعالا، وبالرغم من أننى من أوائل المطالبين بالكشف عن حقيقة اختفاء كاميليا ووفاء إلا إننى أرى أن إثارة هذه القضايا فى هذا التوقيت خطأ وطنى لابد من التراجع فورا عنه، فالوقت وقت الوحدة والتجمع لا الفرقة والشتات.

كما وجدت أن المتشددين من الأقباط استجابوا لدعوات الفتنة، وأثاروا نيران الغضب بين جموع المتدينين، ووجدنا الآلاف يتوافدون على ماسبيرو ليزيدوا الجرح عمقا، ويعمقوا هوة الخلاف، كما قام العشرات على خلفية إحراق كنيسة صول بأطفيح بقطع طريق المحور، وما لبثنا إلا وجدنا تجدد الاشتباكات بين المسلمين وإخوانهم الأقباط فى منطقة السيدة عائشة والقلعة، وكأن مصر انفتحت عليها طاقة من جهنم، تستهدف إغراق الوطن فى أوحال الفتن وعدم الاستقرار.

وأرى أن علينا كمصريين مسلمين وأقباط أن نتصدى لهؤلاء الذين يريدون إغراق سفينة الوطن فى هذا الوقت الحرج فلا بديل عن الوحدة الوطنية واللحمة الشعبية، وترتيب الأوراق وعودة الاستقرار، ونذكر بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "من آمن رجل على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافرا".

ولقد ثمن كل المصريين مبادرة التصدى للفتنة والتى تزعمتها قيادات إسلامية معتدلة، وعلى رأسها الشيخ محمد حسان ود.صفوت حجازى ورجالات الأزهر ومنهم الدكتور عبد الله بركات، عميد كلية الدعوة الإسلامية وسياسية وعلى رأسها جورج إسحاق ورامى لكح والفنان خالد يوسف، وقد استجاب الكثيرون من أبناء قرية صول مسلمين وأقباطا لوساطة هذه الكوكبة وأعلنوا عودة الأمور لطبيعتها.

لقد حان الوقت لنجعل صوت مصلحة الوطن يعلو فوق الطائفية، وليتنازل الجميع عن مطالبهم حتى لو كان لهم فيها كامل الحق، ولو بشكل مؤقت فالوقت الحالى لا يتحمل أى تشتيت للصف الوطنى، ونحن فى أمس الحاجة للمحافظة على مكتسبات الثورة، وتمهيد الطريق لقيام حياة ديمقراطية، ننعم فيها جميعا بحقوق المواطنة الكاملة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة