توقعت بعد كل هذه السنوات وكل هذه المراجعات المعلنة، أن يعتذر القيادى عبود الزمر عن جريمة قتل الرئيس الراحل السادات، فهو قتل خارج القانون، ولكنه لم يفعل، بل وأعاد فى برنامج العاشرة مساءً أمس، ذات الحجج التى يسميها شرعية لتبرير القتل والتكفير للخصوم السياسى، فربما كانت مراجعات الرجل وبعض أعضاء الجماعة الإسلامية كانت تحت ضغط السجون، وتحت ضغط اعتقال متوقع وظالم حتى بعد انتهاء فترة العقوبة.
لقد استند الزمر إلى أن فتاوى القتل ليست عشوائية، ولكن يقوم بها "علماء ثقاة"، وبالطبع لم يحدد من هم وكيف يتم اختيارهم إذا حدث وتولى حكم مصر، كما أنه لم يتراجع عن دفع المسيحيين للجزية، بل دعمها هذه المرة، وقسم المصريين على أساس دينى، وشكك فى وطنيتهم، فى حين أنه يعرف كما نعرف، أن المصريين، مسيحيين ومسلمين كانوا وما زالوا شركاء فى الوطن، فى كل الثورات وكل الحروب، سواء كان المحتل يهودى "إسرائيل"، أو مسيحى "الإنجليز" أو مسلمين "الأتراك".
الحقيقة أن هذه ليست أفكار الزمر وحده، فهى تتشابه فى أجزاء مع أفكار الإخوان والجماعات السلفية، وهنا لابد أن نسأل الزمر ونسألهم جميعا، من فيهم يمثل الإسلام، ومن فيهم يمكننا أن نطمئن له، وخاصة أن كلهم كفروا بعضهم البعض، كما قالت المذيعة منى الشاذلى فى حلقة الأمس.
صحيح أن خطاب الإخوان أكثر تقدما، فهم لا يتحدثون عن جزية، ولكنهم يحرمون المسيحيين والمرأة من حقوق مواطنة.
كما أن برنامجهم يحتوى على لجنة علماء (لا تختلف عما قاله الزمر) تكون فوق سلطة الدستور والشعب، وبالطبع هم الذين يختارونها، أى أنهم فوق الشعب والدستور، فهم يحكمون باسم الإسلام.
أظن أن الفرصة سانحة الآن، لكى تطور هذه الجماعات والتيارات أفكارها، ويندمجوا فى المجتمع ولا يعادوه.
فثورة 25 يناير كانت درساً عظيماً، شارك فيها مصريون من كل الأديان والأعراق والطبقات، وكانت المطالب هى وطن يتسع للجميع دوت تفرقة، وطن لا يتم فيه تصنيف الناس على أساس مذهب أو دين. وطن لا يكفر الناس بعضهم بعضاً، ولا يتصارعون على التحدث باسم الله عز وجل ولا باسم الإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة