ذهب المفكر الكبير الدكتور محمد سليم العوا إلى درجة كبيرة فى تطرفه، بكلامه الذى حذر فيه من رفض التعديلات الدستورية، وذلك بقوله فى المؤتمر الذى أقيم أول أمس فى نقابة المحامين ببورسعيد: "أن التصويت بلا على التعديلات الدستورية يعنى أننا سنكرر تجربة 1954، ويعود زمن الرئيس الديكتاتورى، وسوف نكرر تجربة جمال عبد الناصر والبشير فى السودان".
ولم يتوقف العوا عند هذا التحذير، بل وصف كل الذين يرفضون هذه التعديلات بـ "الخبثاء الأفندية"، ويحمل هذا التوصيف تهكماً وسخرية من قامات قانونية وقضائية وسياسية، لا يملك أحد التشكيك فى وطنيتهم، ولا يشكك فى أن رفضهم للتعديلات يقف على أرضية السعى إلى ديمقراطية كاملة وغير منقوصة، وفى الإجمال فإن الرافضين يطلبون دستوراً جديداً بدلا من أسلوب الترقيع الذى يتم على الدستور الحالى، وهذا حق طبيعى لا يليق بالدكتور العوا أن يصف أصحابه بـ"الخبثاء الأفندية".
وعلى نهج "الخبثاء الأفندية" وضع الدكتور العوا تجربة جمال عبد الناصر والبشير فى السودان جنباً إلى جنب، وهى مقارنة ظالمة من مفكر المفروض أنه يعرف الأقدار الحقيقية لواحد بقامة جمال عبد الناصر كانت صوره مرفوعة فى ثورة 25 يناير فى مصر، ومن قبلها فى ثورة تونس، ومن بعدهما فى انتفاضة الشعب اليمنى الحالية، واستحضر هنا ما ذكره الدكتور العوا نفسه قبل شهور أثناء مرافعته فى قضية خلية حزب الله التى تم القبض عليها فى مصر، وأحيلت إلى المحاكمة، قال العوا نصاً: "الرئيس جمال عبد الناصر كان الأستاذ الذى شق طريق مساعدة المقاومة ضد الاستعمار، وساعد الجزائر ضد الاستعمار الفرنسى، وإذا كان جمال عبد الناصر الأستاذ الذى شق طريق مساعدة المقاومة ضد الاستعمار، فإن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى تلميذ يسير على درب عبد الناصر ويساعد المقاومة الفلسطينية فى غزة".
هذا بالضبط ما ذكره العوا أمام القضاء المصرى عن جمال عبد الناصر، لكنه يقول عكسه تماما الآن، ويصل فى مغالطاته حد تشبيهه لتجربة جمال عبد الناصر بتجربة البشير فى السودان، فأيهم نصدق.. العوا أمام القضاء المصرى، أم العوا فى بورسعيد؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجاهد
ملائكة وشياطين