«توك شو» ما بعد الثورة.. برامج لا تكتفى بنقل الحدث بل تصنعه أيضاً

الخميس، 17 مارس 2011 09:25 م
«توك شو» ما بعد الثورة.. برامج لا تكتفى بنقل الحدث بل تصنعه أيضاً منى الشاذلى وعمرو أديب ويسرى فودة
ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ يسرى فودة انفرد بترشيح البرادعى.. ودموع «شرف» مع منى الشاذلى.. وصباحى ونور أعلنا ترشحهما مع أديب والليثى
لم تعد برامج التوك شو على الفضائيات المختلفة مجرد نافذة لمعالجة وتغطية الأحداث الجارية، بل أصبحت محركا ومشاركا، وصانعا للأحداث بعد ثورة 25 يناير، حين ارتفع سقف حريتها.

وأصبحت برامج التوك شو هى الواجهة الأكثر بريقا لمن يرغب فى الترشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة، أو لأى سياسى يريد طرح منهجه السياسى أو أى رجل أعمال يريد إعادة عرض نفسه، لاسيما لو كان هذا البرنامج هو «العاشرة مساء» مع الإعلامية منى الشاذلى التى وقع الاختيار عليها لتكون أول من يحاور رئيس وزراء حكومة الثورة الدكتور عصام شرف الذى بكى أثناء حديثه عن أمن مصر، والخطر المقدمة عليه من الفوضى، وتراجع رصيدها من الاحتياطى من المؤن الغذائية، واعترافه لأول مرة بوجود ثورة مضادة تحارب ثورة يناير.

وشهد حوار شرف مع الشاذلى أول اعتراف رسمى بالشرعية الثورية فى إدارة وإسقاط الحكومة، عندما قال إنه لو طالب الشعب بإسقاطه خلال المظاهرات، فإن ذلك دليل على تقصيره داخل الوزارة.

كما أصبحت برامج التوك شو منبرا لمرشحى الرئاسة فى حلقات اتسمت باختراق الموانع التى كانت مفروضة عادة على شخصيات، مثل د. محمد البرادعى، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، فى حلقة «آخر كلام» على أون تى فى مع الإعلاميين يسرى فودة وريم ماجد، والذى أعلن خلاله لأول مرة نيته للترشح فى انتخابات الرئاسة بشكل رسمى، كما أعلن أيضا لأول مرة أن فزاعة التيار الإسلامى التى كان يستخدمها النظام كانت لصالحه، وكشف البرادعى عن عدم تلقيه أى اتصال من السيد عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، لتشكيل وزارة وطنية لتسيير الأعمال.

أما حمدين صباحى فكان على موعد مع عمرو أديب فى «القاهرة اليوم» لطرح نفسه كمرشح للرئاسة، وتعد هذه المرة الأولى التى يعلن فيها نفسه مرشحا للرئاسة بشكل رسمى، وطلب أن يعرض برنامجه على الشعب المصرى، واعترف بأن أقوى منافسيه إلى الآن هو عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية، وأعلن اهتمامه الخاص بأصوات جماعة الإخوان المسلمين، والتأكيد على مطالب الأقباط. وفى تصريح يعد خطيرا أعلن صباحى أنه لو تولى الرئاسة سيعيد النظر فى اتفاقية كامب ديفيد، وسيوقف تصدير الغاز لإسرائيل.

أما أيمن نور فقد اختار عمرو الليثى ليطرح نفسه رسميا لأول مرة كمرشح رئاسى عن حزب الغد، لافتاً إلى أن هذا هو قرار حزب الغد فى منصف فبراير الماضى، مشيراً إلى أن موقفه النهائى سوف يعلنه بعد التعديلات الدستورية، وسيعلن برنامجه الانتخابى، لافتاً إلى أنه كان ينوى الترشح للرئاسة لعام 2011 قبل ظهور البرادعى وإعلان ترشحه. وطالب مؤسس حزب الغد بتأجيل الاستفتاء على المواد الدستورية التى تم تعديلها بسبب الغياب الأمنى.
أما الملف الدينى فقد فرض نفسه على المشهد الأسبوع الماضى، حيث مظاهرات الأقباط من ناحية، والإفراج عن السلفيين من ناحية أخرى، ونجح عمرو أديب فى «القاهرة اليوم» فى إدارة هذا الملف بشكل هيأ للشارع القدرة على إيجاد الحل، وذلك ما حدث فعلا، فدعوة المسيرة الوطنية جاءت من برنامج «القاهرة اليوم» الذى انفرد أيضا بأول ظهور إعلامى لأقباط المهجر بعد ثورة يناير، حيث استضاف عمرو أديب مدحت قلادة، المنسق العام المساعد لمنظمة أقباط أوروبا، وقال قلادة إن المطالب التى ينادى بها الأقباط مشروعة، مضيفا: «نتمنى أن نخدم مصر والشعب المصرى»، موضحا أنهم لهم شبكة علاقات خارجية بمجموعة رجال أعمال، وفيه أيضا أكد الدكتور بهاء رمزى، رئيس الهيئة القبطية فى هولندا، أن أسباب خروج المظاهرات مشروعة، لافتا إلى أن هذا ليس وقت التظاهر، مضيفاً: «ما حدث فى أطفيح به شق جنائى، ومستقبل مصر القادم يحمل خيراً كثيراً».

وكان «القاهرة اليوم» أيضا هو أول من أعلن الإفراج عن الأب متاووس وهبة المحبوس، كما انفرد أديب بأول ظهور لعناصر الجماعة الإسلامية، منهم د. ناجح إبراهيم، رئيس تحرير الموقع الإلكترونى الخاص بالجماعة الإسلامية، والذى أعلن أن عصر مبارك تميز بإقصاء الإسلاميين، حيث يوجد 50 ألف معتقل من جماعة الإسلامية داخل المعتقلات، موضحا أن عمل الجماعة يتلخص فى دعوة الشباب بعيدا عن العنف، مؤكداً أن الجماعة دعاة وليسوا قضاة.

برنامج «90 دقيقة» أيضا كان له دور كبير فى معالجة قضايا الفتنة الطائفية، وإعادة طرح تعريفات ورؤى جديدة لشكل الحياة بين المسيحيين والمسلمين، وقام كل من الأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة، والقس عبدالمسيح بسيط، بطرح رؤاهما فى هذا الشأن بجرأة وصراحة لم يكن مسموحا لهما بهما فى ظل النظام البائد.

ووصلت برامج التوك شو إلى أن تكون جهة تحقيق لإعلان قضايا الفساد، مثلما أعلن المستشار جودت الملط، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، فى برنامج «الحياة اليوم» فى مداخلة هاتفية، قائلا إن الإجراء الوحيد الذى اتخذته حكومة نظيف ضد المستثمرين الذين اشتروا أراضى الدولة الصحراوية لاستصلاحها وحولوها إلى ملاعب جولف ومنتجعات سكنية، أنها فرضت عليهم غرامة عبارة عن «47 قرشاً» فقط على كل متر، على أن يقوموا بتقسيط المبلغ على 5 سنوات.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة