كيف تم توريط هالة سرحان فى قضية فتيات الليل التى تسببت فى خروجها من مصر فى عهد مبارك؟

الخميس، 17 مارس 2011 09:26 م
كيف تم توريط هالة سرحان فى قضية فتيات الليل التى تسببت فى خروجها من مصر فى عهد مبارك؟ هالة سرحان و حبيب العادلى
علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل اقتربت عودة الإعلامية هالة سرحان إلى مصر؟ سؤال أصبح يشغل بال الكثيرين منذ أن سقط النظام السابق الذى كان وراء خروجها من مصر قبل ثلاثة أعوام، ورغم أن الجميع ربطوا مابين عودة استديوهات روتانا إلى القاهرة، بعد توقيع الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى عقداً مع الشركة، الذى تم بمقتضاه تأجير أحد الاستديوهات فى مجمع الاستديوهات العالمى فى المدينة إلى روتانا ويتم حاليا تجهيزه بكل التجهيزات الهندسية، من كاميرات الديجيتال ووحدات الإضاءة والتسجيل الصوتى، وذلك لعودة انطلاق مجموعة قنوات «روتانا» من المدينة فى الأيام القليلة المقبلة، إضافة إلى الأنباء التى خرجت من مدينة الإنتاج الإعلامى والتى تؤكد استعداد قنوات روتانا لإطلاق برنامج توك شو قريب، وأيضا الزيارة التى قام بها الإعلامى السعودى جمال خاشقجى من أجل إطلاق قناة إخبارية جديدة تتبع قنوات روتانا من القاهرة.

كما زاد من توقعات عودة هالة سرحان البروموهات والأجزاء التى يتم بثها من حلقات البرامج التى كانت تقدمها الإعلامية الكبيرة على شاشة قنوات روتانا، وناقشت فيها سرحان الكثير من الأزمات السياسية والاجتماعية فى مصر والتى نبهت فيها إلى تفاقم الأوضاع وتوقع الانفجار ما بين لحظة وأخرى وهذا ما حدث فى 25 يناير وأدى إلى قيام الثورة.
كل هذه المؤشرات جعلت الكثيرين يتوقعون اقتراب عودة الإعلامية الكبيرة إلى مصر، خصوصا أنها ذهبت ضحية للنظام الفاسد، والقبضة البوليسية التى كانت تحكم مصر.

وعلمت «اليوم السابع» من مصدر قريب منها أنها حتى هذه اللحظة لم تحسم موعد عودتها بشكل نهائى، خصوصا أن البعض يتوقع أن تكون العودة قريبة جدا، ولكن يبدو أن المسألة قد تستغرق شهرا أو أكثر على أقصى تقدير، خصوصا أن المسألة لا تبدو بالسهولة التى يتوقعها البعض، فهالة سرحان لن تقرر حزم أمتعتها والعودة فورا فهناك الكثير من الترتيبات والإجراءات التى يجب أن تتخذها وأهمها تلك المتعلقة بأعمالها التى كانت تقوم بها من دبى.
كما يبدو أن الإعلامية الكبيرة تعيش حالة من الارتباك ويجب عليها أن تتساءل ألف مرة عن شكل العودة ونوعية البرامج التى ستقدمها من جديد، فما حدث لها لم يكن سهلا بالمرة والتفاصيل التى عاشتها مع تلك الأزمة المفتعلة أو، لنكن أكثر دقة، المؤامرة التى تعرضت لها من أطراف عديدة، اجتمعوا وقرروا فجأة إقصاء هالة سرحان بدعوى أنها كانت تمثل خطرا على أمن مصر وسمعة بناتها، وأنها تهدم الصورة الوردية التى كان يصدرها الإعلام المصرى بكل مؤسساته عن الإنجازات الهائلة والرائعة والتطور الذى تشهده المرأة والفتاة المصرية، بعيدا عن نسب البطالة الحقيقية والعنف والإيذاء البدنى الذى تتعرض له المرأة المصرية.

واتفق أطراف المؤامرة على صياغة كل التفاصيل بحرفية ودقة شديدة لا يضاهيهم فيها أعظم كتاب الدراما، تحت إخراج وزير الداخلية السابق حبيب العادلى، وحسبما تردد بناء على رغبة السيدة سوزان مبارك، حيث تم تلفيق تهمة الإساءة لسمعة فتيات مصر لها بعد عرض حلقة فى برنامجها عن فتيات الليل، وترجع تفاصيل سيناريو الأزمة عندما علم أمن الدولة أن هالة تجهز لحلقة عن تلك الفتيات وتم زج بعض من تلك الفتيات بمعرفة أمن الدولة فى طريق هالة سرحان وتم الاتفاق مع الفتيات على أن يتم تمزيق الفيش والتشبيه بالقضايا السابقة لهن واستخراج فيش وتشبيه يؤكد أنهن بلا سوابق وصفحتهن بيضاء وذلك بمعرفة حبيب العادلى وزير الداخلية السابق واللواء عدلى فايد، وعقب ظهور الفتيات فى الحلقة، اتفقت بعض الجهات الأمنية مع إحدى المحطات الفضائية على فتح الملف والتأكيد على الجريمة التى ارتكبتها هالة سرحان فى حق مصر مقابل اتفاق بإسقاط مديونية القناة للمدينة عن 3 سنوات متأخرة.

وبين ليلة وضحاها صارت هالة سرحان خطرا على الوطن ويجب استئصالها، وانبرى العديد من الأقلام وبعض مقدمى البرامج فى تكييل الإساءات إليها، وكأن هالة سرحان باتت هى المسؤولة عن كل التدهور الذى كانت تشهده مصر، وتم توجيه الاتهامات لواحدة من كبرى الإعلاميات فى الوطن العربى، والتى ساهمت فى تأسيس العديد من القنوات وأطلقت العديد من المواهب فى الإعداد والإخراج، وكانت أيضا أول من قدمت برامج توك شو بمعنى التوك شو، وفتحت ملفات العديد من القضايا الشائكة «ومنها هروب رجال الأعمال»، سافرت وجابت دول العالم لتحقق وتجرى انفرادات إعلامية، وتفتش فى أسباب الجهل والتخلف التى كانت تحاصر المجتمعات العربية.

أقدر تماما حالة الارتباك التى تعيشها وأتصور أنها تفتش فى ذاكرتها وتسترجع شريطا طويلا من الذكريات المؤلمة حول أطراف المؤامرة، ومن خانوها وبعضهم كانوا مقربين منها، ليس ذلك فقط بل البعض منهم كان يجلس ويتودد إليها باستمرار ليتعاون معها أو يجد فرصة عمل تحت إدارتها، والأسماء كثيرة ومنهم الاعلاميون والصحفيون والذين لم يوقفهم وازع أخلاقى أو مهنى لرؤية المسألة وتقييمها بكل أبعادها،خصوصا أن أمن الدولة كان يعلم جيدا بكل تفاصيل حلقة فتيات الليل التى تم اتخاذها ذريعة لإقصاء هالة سرحان من مصر.

أعرف تماما وأقدر الوجع التى تشعر به ومشاعرها المتناقضة حيال قرار العودة وأتوقع أنه بقدر لهفتها ورغبتها فى العودة إلى مصر بأقصى سرعة، وهو ما كان يظهر عليها فى كل المرات التى التقيتها فيها بدبى وأبوظبى بنفس القدر الذى تخشى فيه من القرار، ولكن نقول لها خذى وقتك تماما فى التفكير ولكننا نحتاج إليك وإلى خبرتك الإعلامية وطلتك على الشاشة. ومصر فى ظل الظروف الحرجة التى تعيشها، والخوف من المضى فى حالة الفوضى تصبح فى أمس الحاجة إلى عودة إعلامية بحجم هالة سرحان لتعلى من قيمة البناء، وتناقش بكل مهنية وشفافية كيف نتجاوز كل هذا ولا نحتاجها فقط فى الاستديو بل أيضا فى الشارع ووسط الناس، ولأنها إعلامية كبيرة القيمة والقامة أثق فى أنها ستضع مشاعرها والقائمة الطويلة لكل من حاربوها وأهانوها جانبا لأننا نحتاج حالة الحيوية التى كانت تضفيها على الشاشة ورهانها حب الكثيرين وانتظارهم لعودتها وهناك الكثيرون من شباب ثورة 25 يناير وجهوا نداءات لضرورة عودتها.

وأقول لكل من نال منها لا تقلقوا فهى لن تعود لتنتقم وترفع قضايا وتأخذ بثأرها، لأنكم بالتأكيد سقطتم من حساباتها، فقط ارفعوا أيديكم عنها، وعلينا أن نتخذ موقفا إيجابيا وندعمها ونقول لها عودى إلى مصر وأنت آمنة ولن نسكت عن أى شخص يفكر فى الإساءة إليك لأنه يكفى أننا صمتنا وتركناك بمفردك فى المرة الأولى، نهبا للأقلام الزائفة، والمدعين ومخبرى أمن الدولة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة