باختصار شديد وبإيجاز أشد نحن اليوم فى اختبار حقيقى للديمقراطية، اختبار من جزأين كل منهما أصعب وأهم من الآخر.. إما أن ننجح ونضع صوابعنا فى عين النظام القديم، أو نفشل ويشمت فينا مبارك ونظيف وبقايا النظام الذين طالما قالوا أننا شعب لم ينضج سياسيا بعد.
الجزء الأول من الاختبار يتعلق بالمشاركة.. كن على قدر المسئولية وانزل إلى أقرب صندوق وضع صوتك، فربما تكون هذه هى المرة الأولى التى سيدخل فيها صوتك إلى الصندوق ويخرج منه إلى لجان الفرز دون أن يجبره أحد على تغيير أقواله.
خذ أولادك أو أحفادك فى يد وانزل، دعهم يشاهدون طعم الحرية والديمقراطية المختلف، لا تسمح لأحد بأن يستفزك، اسمع وناقش وحاول أن تقنع وتقتنع وأنت تبتسم، لا تسمح لأحد أن يخدعك باسم الدين أو باسم الخوف أو باسم الوطن، افعل ما صدقه عقلك ووقر فى قلبك، لا تسر خلف القطيع حتى ولو كنت أحد أفراده طالما أنت غير مقتنع برؤية القطيع، ولا تنظر إلى صاحب الرؤية المختلفة على أنه عدو أو خائن أو عميل.
انزل وشارك لأن مشاركتك اليوم واجب وطنى لا يقل أبدا عن ما فعله رأفت الهجان فى المسلسل، أو ما فعلته أنت تحديدا فى ميدان التحرير أو الأسكندرية أو شوراع السويس.
الجزء الثانى من الاختبار يتعلق بمرحلة ما بعد النتيجة.. هل أنت مستعد لأن تخسر السباق، وأنت تحترم رأى الأغلبية حتى ولو كان مخالفا لرأيك؟ حاول أن تجيب على هذا السؤال بنعم.. أرجوك حاول أن تفعل ذلك وتمرن نفسك وعقلك وقلبك على هذا حتى يحين موعد إعلان النتيجة.
وقت إعلان النتيجة احتفل بأول لقاء ديمقراطى يجمعك بصندوق الانتخابات ولا تشغل بالك بالفوز والهزيمة، فكر جيداً فى الخطبة البديلة إن كنت أن عضاء الفريق الخاسر، لا تشكك فى نتيجة الاستفتاء إلا إذا كنت تملك دلائل واضحة، لا تخون ولا تتهم أعضاء الفريق الفائز بالعمالة أو غيره.. فقط احتفل..
أرجوك لا تنسً أن تكتب هنا فى خانة التعليقات عن إحساسك بعد اللقاء الذى جمعك بصندوق الانتخابات، ولا تنسَ أن تدعو الله بأن ينتقم لنا جميعا من كل مسلم أو مسيحى حاول أن يجعل من الاستفتاء على التعديلات معركة باسم (الله أو الرب)..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة