بعد قيام فرنسا وأمريكا بشن غارات ضد الرئيس الليبى معمر القذافى، أصبحت عملية التغيير فى ليبيا موصومة بالتدخل الأجنبى، وبعد أن ذهبت أمانى الشعوب العربية إلى أن يكون التغيير بأيدى الليبيين أنفسهم، انتقلت الدفة إلى جهة مغايرة، وهى التغيير بأيد أجنبية.
قام القذافى بعملية إبادة واسعة ضد الشعب الليبى منذ أن انطلقت شرارة الثورة فى ليبيا، وقد يكون من المفهوم أن يتم تزويد الثوار الليبيين بالمال والسلاح والعتاد لمقاومة قوات القذافى، أما أن يتم التدخل الفرنسى الأمريكى فهذا يعيدنا إلى ما تم مع العراق وانتهى الأمر باحتلاله، فهل سيتكرر نفس الأمر مع ليبيا؟.
من الواضح أنه ليس لدى أمريكا وفرنسا خطط احتلال لليبيا وتكرار نفس سيناريو العراق، خاصة وأنه ليس هناك قوات مشاه أجنبية ستنزل على الأرض الليبية، لكن فى حال إجبار هذه الغارات القذافى على الاستسلام، سيكون هناك سؤالا مطروحا، وهو ماذا ستحصل عليه أمريكا وفرنسا من استحقاقات من أى نظام جديد يأتى بعد سقوط القذافى؟.
لا نريد أن نقدم إجابة متسرعة على هذا السؤال، لكن المعروف أنه لا أمريكا ولا فرنسا ولا بريطانيا، يقومون بالتدخل فى الشئون الدولية عامة، وفى الشئون العربية خاصة، من أجل حقوق الإنسان، ومن أجل سواد عيون الشعوب العربية، وإنما من أجل مصالح خاصة تسعى إليها هذه الدول، والمصالح الخاصة فى ليبيا معروفة وهى البترول.
ليس معنى هذا الطرح اتهام الثوار فى ليبيا بالعمالة لفرنسا وأمريكا، أو أنهم مثل أطياف المعارضة العراقية التى دخلت العراق على الدبابات الأمريكية، فالثورة فى ليبيا انطلقت بشرارة ليبية خالصة، وبالعكس فإن القذافى هو الذى اعتمد على العنصر الخارجى ممثلا فى المرتزقة الأفارقة، كما أنه يستحق محاكمة دولية جزاء مافعله من جرائم ضد الشعب الليبى، خاصة منذ إندلاع الثورة لكن يبقى ان قيام فرنسا وأمريكا بشن الغارات، سيؤدى بقدر ما الى دمغ مطالب التغيير فى ليبيا بأنها بدأت ليبية، وانتهت بأيد أجنبية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة