رغم أننى قلت "لا" للتعديلات الدستورية، إلا أننى انزعجت كثيراً بعدما علمت أن البعض يحاول القيام بمظاهرة ضد نتيجة الاستفتاء بعدما حصلت "نعم" للتعديلات الدستورية على نسبة 77.2%.. ورغم المزاعم والحجج الواهية التى أراد أهل "لا" تسويقها بأن الإخوان استخدموا شعارات دينية وتهديدات للمواطنين الغلابة وبأن الجنة من نصيب من يقول "نعم"، إلا أننى أرى أننا يجب علينا احترام الأغلبية التى قالت "نعم".. ونحترم الصناديق الانتخابية ونقدر إرادة واختيارات الشعب المصرى بكل طوائفه الذى خرج للمرة الأولى وتحمل معاناة الطوابير الطويلة.
أرى أن هؤلاء الرافضين لنتائج التعديلات كأنهم يمارسون البلطجة السياسية ويحاولون وجود مبررات غير طبيعية لتدنى محصلة "لا".. وكنت أتمنى أن يحتفل المجتمع المدنى بكل طوائفه وأحزابه بهذا العرس الديمقراطى الذى هل علينا للمرة الأولى وعشنا وشفنا أولى خطوات الديمقراطية بعدما ذهبنا للإدلاء بصوتنا بالرقم القومى فى أى لجنة نريدها.. وكنت أتوقع أن تراجع الحملة التى تبنت "لا".. لماذا لم يستجب الشعب المصرى لها؟ هل لأنها لم تنزل إلى الشارع لتجرى معه حوارات لإقناعه أو لأنها تعالت عليه وخاطبته فى أبواق الشاشات الفضائية وإعلانات الجرائد..
كنت أتمنى أن يتعلم هؤلاء من تجربة الإخوان والسلفيين بعدما ذهبوا إلى الناس وبحثوا عن الحد الأدنى لاحتياجاتهم وأداروا حوارات بسيطة معهم.. ولذا أتمنى أن يخرس الآن كل الذين يهاجمون الشعب المصرى ويتهمونه بالسذاجة والعبط وعدم الفهم لأنهم قالوا "نعم"، وأتمنى أن يصمت المنظرون قليلاً بعدما صدعوا رؤوسنا عقب إعلان النتائج بكلمات وتصريحات غير مفهومة وتحليلات بيزنطية وكأنهم أفضل وأكثر مفهومية من الذين قالوا "نعم"..
يا سادة الشعب الذى خرج قرابة الـ18 مليون منه ليس بهذه السذاجة، ولكنه اختار قناعاته وفضل تسيير الحياة، وإذا كنتم تتشدقون بالديمقراطية فعليكم تقبل واحترام النتائج ورغبة الشعب.. إلا إذا كان أصحاب "لا" باتوا ينتظرون من الحكومة لجنة رأفة لتحسين النتيجة ويحتاجون تعديل 22.8% إلى 25% مثلاً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة