تمنعنى بقية من حياء أن أدخل فى جدل سوفسطائى مع فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب حول إصراره الدائم على التفريق بين الناس حينما يخاطب منتقديه، قائلا "نحن فى واد وأنتم فى واد آخر"، ونحن لا ندرك على أى أساس هذه الفرقة، هل هى على أساس الدين أم الايمان أم الالتزام أم الولاء والانتماء، أم معيار آخر يعلمه هو، لكن ما أحب أن أؤكد عليه أننا سنصر على أننا فى واد واحد طالما حسنت النوايا وخلصت لوجه الله وحده، فجميعنا يريد الآخرة ورضا المولى عز وجل وإن اختلفت السبل، وهذا لن يكون بالفرقة والتشرذم، وإننى اتقاء لهذا الجدل أرجو من الله أن يشرح صدر الشيخ ليسامحنا ويجيبنا على تلك التساؤلات المشروعة..
كيف يا شيخنا أتتك القوة والجرأة لكى تتمازح وتتكلم هزلا على منبر رسول الله، وأنت تعلم جيدا أن الكلمة إما تضع صاحبها فى أعلى عليين أو تقذف به إلى الدرك الأسفل من النار، خاصة إذا كانت تلك الكلمة تصنع الفرقة بين الناس وتشعل الفتنة بينهم بل وتخوف الناس من دين الإسلام وشريعته السمحة التى لم تكن فى يوم من الأيام تقصى الآخر أو تلفظه، فهل نسيت يا شيخنا قوله تعالى "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
كيف يا شيخنا تريد منى أن أمنحك الحق فى أن تعبر عن فرحتك بهذا الشكل، وتتحجج بأن حشد الإخوة لـ"نعم" كان ردا على طرف آخر دعا لـ"لا" وافترضت فيه سوء النية بأنه يترصد للمادة الثانية من الدستور، وأنت تعلم جيدا أن النوايا لا يعلمها إلا المولى عز وجل، ونحن كبشر ليس لنا إلا الظاهر، ونحن أيضا كمسلمين ممن قالوا "لا"، ندافع عن تلك المادة ونحن متيقنين أن الخلاف حولها فتنة والتعرض لها يحمل من الشر أكثر من الخير، فهل قلنا "لا" ونحن غافلون عنها، لا يا شيخى فربما يكون الليبراليون والعلمانيون أفضل كثيرا ممن "فرقوا دينهم وكانوا شيعا"؟.
هل تصدقنى يا شيخنا أنت وتلاميذك وأبناؤك إذا قلت لك إننا أيضا لا نضمر شرا لهذا البلد و نريد له الخير والأمان، وهما لن يتحققان إلا بأن نطبق أنا وأنت ومن يحكمنا شريعة العدل التى أنزلها الله من فوق سبع سماوات، لكننا لن نصل إلى هذا العدل طالما كان صراعنا بالأعلى صوتا، بينما المنهج القويم أن نتبادل الفكر بالفكر الإساءة بالإحسان وأنا أربأ بك وأنت تمتلك كل هؤلاء الأتباع أن تنزل إلى مستوى السياسة وأرازلها وأنت حديث عهد بها، ثم تخلط الجد بالهزل فى حديثك..وهنا لا أقول لك إلا كما قال الحسن البصرى "اعرف الله ثم كن ما شئت".