هانى صلاح الدين

الكل يتنافس على ثقة الشارع.. فمن يفوز؟

الجمعة، 25 مارس 2011 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستشهد الساحة السياسية خلال الشهور القليلة المقبلة، منافسة شرسة بين أيديولوجيات وألوان سياسية مختلفة، على الفوز بثقة الشعب المصرى، والاستحواذ على أكبر نصيب من المقاعد البرلمانية والمحلية، ومما لا شك فيه أن هذه المنافسة ستثرى التجربة الديمقراطية، وتعيد للحياة السياسية حيويتها.

لكن ما يميز المنافسة هذه المرة أن كل القوى السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، سيتاح لها الفرصة كاملة، لتثبت مدى تواجدها وشعبيتها فى الشارع المصرى، وعلينا أن نلحظ أن المتنافسين سيكونون أربع قوى رئيسية، أولها اليمين الإسلامى بمختلف درجاته، وثانيهما اليسار بألوانه المختلفة، والكتلة الثالثة سيمثلها الليبراليين والعلمانيين، والكتلة الرابعة وهى ممثلو شباب الثوار والمستقلين.

وعلى هذه القوى أن تستفيد من تجربة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فالمعركة ستكون فى الشارع لا الحجرات المكيفة، والفوز للمحتكين بالشعب لا النخب التى تُنظر دون أن تَفعل، وعلى اليسار والليبراليين أن يتجهوا للشارع إذا أرادوا البقاء على الساحة السياسية، وأرى أن الحصان الأسود سيكون شباب الثوار إذا استطاعوا ترتيب أوراقهم بشكل جيد، فهم صُناع الثورة وتحملوا أعباء المواجهة ودفعوا من دمائهم مهراً للحرية، وعلى الشعب أن يرد لهم "الجميل" ويجعلهم فرسان المرحلة المقبلة.

كما سيكون التيار الإسلامى بمختلف فصائله "إخوان – سلف – جماعة إسلامية" منافساً عنيداً لكل الفصائل لتواجدهم بكل قوة فى الشارع، وتمتعه بثقة الكثير من أبناء الوطن، ولعل توحدهم فى الاستفتاء أعطاهم درساً فى الوحدة خلف رايتهم، مع تحفظنا الكامل على بعض الممارسات السياسية الخاطئة التى وقعوا فيها، ولكن هم مهددون بكارثة إذا لم ينسقوا فيما بينهم وأصبحوا على قلب رجل واحد، وإذا تشرذموا ونافس بعضهم البعض سيذهب ريحهم وتهوى بهم سفينة السياسية إلى أعماق غضب الشارع المصرى، وعليهم أن يستفيدوا جميعاً من خبرة الإخوان الكبيرة فى هذا المجال، فمن الحكمة أن يبدأ سالكو الدرب السياسى من حيث انتهى الآخرون.

وأتمنى بالرغم من انحيازى الكامل للتيار الإسلامى، أن تجمع البرلمانات الشعبية والمحلية القادمة، كل ألوان الطيف السياسى، حتى تتعدد الرؤى وتختلف المشارب ويفيد بعضنا البعض، ولا تحكمنا رؤية واحدة تصل فى نهاية المطاف لما وصل له الحزب الفاسد اللاوطنى، الذى انفرد بالسلطة وأفسد البلاد وطغى على العباد، فمصلحة مصر تستوجب أن يُمثل الجميع ولا يقصى أحد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة