من المهم أن نقدم التهنئة للأغلبية التى وافقت على التعديلات الدستورية، التى وصلت إلى أكثر من 77 % من أعداد الناخبين، ولكن الأهم أيضا هو أن نقدم التحية لمن قالوا «لا» لهذه التعديلات، فالذين وافقوا والذين رفضوا قدموا للعالم درسا فى فنون الممارسة الديمقراطية، بعد أن خرج يوم الاستفتاء بشكل حضارى، الذى كان عيدا للديمقراطية المصرية التى حرم منها هذا الشعب العظيم لأكثر من 30 عاما.
فمن منا لم يسعد أو يطرب من السيمفونية العظيمة التى وضع ألحانها وغناها الشعب المصرى العظيم فى أول استفتاء حر وديمقراطى بعد ثورة 25 يناير الخالدة، سييمفونية حملت عنوان الحرية فى كل شىء، حرية فى أن تقول«لا» وحرية فى أن تقول «نعم» دون رقيب، حرية اختفى أمامها بلطجية الحزب الوطنى وأمن الدولة.
وقد كشف الاستفتاء على التعديلات الدستورية الفشل الذريع للنظام السابق طوال الثلاثين عاما الماضية، عندما زعم أننا شعب قاصر وأنه يخشى أن يعطينا جرعة الديمقراطية كاملة، خوفا على صحتنا، وأن سياسة الخطوة خطوة هى الطريقة المثلى فى التعامل مع شعب مصر، ولكن خابت ظنون الرئيس السابق وحزبه بعد نجاح الاستفتاء، حيث خرج الملايين ليشاركوا فى هذا العرس الديمقراطى، وأكدوا لمبارك وابنه والمدعو أحمد عز أننا شعب كبير وعظيم فى كل شىء وأن سياسة الإقصاء التى اتبعها حزب مبارك طوال الثلاثين عاما لم تفلح معنا، لأننا ربما نصبر على الظلم يوما ولكن عندما نثور فإننا قادرون على أن نسقط نظاما ظن حكامه أننا عبيد لديهم وخدم فى قصورهم.
لم يكن مشهد يوم السبت الماضى إلا إحدى أهم علامات الديمقراطية فى مصر، ويكفى أننا لم نر بلطجيا واحدا أمام لجان الاقتراع، لقد اختار هذا الشعب الديمقراطية ولن يتراجع عن كل المكتسبات التى حققها منذ ثوره 25 يناير والذى اعتبرها بداية الطريق الحقيقى لتقدم هذا الشعب الذى تراجع دوره فى كل المجالات فى عهد الرئيس السابق، حيث اختفت مصر من الخريطة السياسية، وتراجع دورنا عربيا وإقليميا وسياسيا، والسبب خنوع النظام السابق ورفضه أن يكون لهذا الشعب دور فى الحياة السياسية وكذلك اختياره لأنصاف الرجال مثل جمال مبارك وأحمد عز فى إدارة الملفات الخطيرة والمؤثرة داخليا وعربيا ودوليا.
نعم نجحت ثوره الشعب والدليل حرية الاختيار فى الاستفتاء الأخير والرضا بالنتيجة من جميع الأطراف، ولم نقع فى فتنة الاستفتاء، كما كان يراهن ذيول الحزب الوطنى وأمن الدولة الذين شعروا بالخيبة بعد أن أفسد الشعب المصرى كل مثيرى الفتن فى الشارع وفى لجان الاستفتاء. > >
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة