بين ليلة وضحاها وبقدرة قادر تحول رموز النظام السابق من مُدانين بسلب ونهب ثروات الوطن وارتكاب جرائم لا تحصى ولا تعد إلى نجوم متألقين على صفحات بعض الصحف، المثير فى الأمر الجرأة والقدرة على المناورة وتطويع اللغة لخدمة أهدافهم الواهية وركوب موجة الثورة وتضليل الرأى العام هروباً من الملاحقة وتغييب الحقائق، وكأنهم أدمنوا التلاعب بعقول الشعب متناسين ما جرى فى مصر من تحول جذرى وأنه لم يعد لهم مكان فى ظل هذا التغيير.
هل تتفق معى على أن المكان الطبيعى للدكتور أحمد فتحى سرور هو مكتب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود؟
هل تشعر مثلى بالغثيان والقرف والدهشة عندما تشاهد الدكتور سرور، وهو يتنصل من ربع قرن خدمة طواعية للنظام السابق فى كل كبيرة وصغيرة محاولاً رسم صورة لنفسه كأحد المحتقنين المعارضين للفساد والظلم وتزوير إرادة الجماهير؟
هل تذكر صورته وهو يتملق الرئيس السابق وابنه وزوجته، ومشاركته فى تصميم القوانين المعيبة والنصوص الدستورية التى كان أشهرها المادة 76 المفصلة على مقاس جمال مبارك ثم يحاول أن يقنعنا الآن بأنه كان لا يوافق على مشروع التوريث؟
هل مازلت تذكر دفاع رئيس مجلس الشعب وهو يصرخ بصوت جهورى قائلا "المجلس سيد قراره" الذى كان يدافع بكل ما أوتى من قوة عن الأعضاء الصادر بحقهم طعون وأحكام قضائية تثبت تزويرهم الانتخابات بل وصل به الحال للدفاع عن أعضاء متهمين بتجارة المخدرات والبلطجة والرشاوى؟
هل لديك أى شك فى أن سرور كان يعمل محامياً من الباطن وأبرز الترزية البارعين فى تفصيل القانون حسب الأهواء والمصالح ليس فقط للنظام السابق ولعدد من الوزراء، بل أيضاً لرجال الأعمال المتورطين فى قضايا جنائية؟
هل يظن جهبذ القانون الجنائى بأن الشعب المصرى من السذاجة حتى يصدقه بأنه كان يتوقع ثورة 25 يناير وتنبأ بها، وحذر الرئيس السابق من التلاعب والاستخفاف بمصير البلد.. أليس ما يردده هو الاستخفاف بعينه؟
هل تشعر مثلى بالألم ويغمرك الحزن على بلدك عندما تتصفح الخلفية العلمية والأكاديمية للدكتور سرور باعتباره واحدا من أقدم خبراء القانون الجنائى.. كل هذه الخلفية لم تعصمه من التورط مع النظام السابق ورموزه على مدى ربع قرن بلا تراجع؟
هل تختلف مع منافس الدكتور سرور المستشار مرسى الشيخ فى دائرته الانتخابية بأن أجهزة الأمن زورت نتائج الانتخابات عمداً لصالحه أكثر من دورة؟
هل تعلم بأن رئيس مجلس الشعب متهم بالتورط فى فضيحة موقعة "الجمل" والاتفاق مع عصابات من البلطجية للاعتداء على ثوار ميدان التحرير؟
هل تصدق مزاعم خبير القانون الجنائى بأنه لم يجن ثمار ولائه وإخلاصه للنظام السابق ولم يكن أحد قادة الحزب الوطنى ولم يساهم فى احتكار السلطة فى البلاد طوال العقود الماضية حفاظاً على النفوذ والمنصب؟
هل تظن أن رئيس مجلس الشعب السابق كان يلعب دوراً رئيسياً فى تعيين "كوتة" من السفراء والوزراء ويشارك فى اختيار القيادات الصحفية والإعلامية وأغلب المرشحين للمناصب العليا فى دولة المحسوبية والفساد؟
هل توافق على قرار نقابة المحامين بتعليق منح الدكتور سرور ترخيص مزاولة مهنة المحاماة من جديد قبل أن يثبت عدم تورطه فى جرائم مشينة بحق المال العام والوطن؟
هل يمتلك الدكتور سرور من الشجاعة بأن يعلن على الملأ عن عدد السيارات التى بحوزته وعن حجم ثروته ومصدرها الحقيقى وعن السر فى تعيينه جيش من المستشارين فى كل المجالات على نفقة دافعى الضرائب؟
هل يتملكك الغيظ من استمرار الدكتور سرور فى التنقل بحرية بين قصوره الفارهة فى مارينا والقاهرة الجديدة وجاردن سيتى، والحديث بإيمان عن أنه كان أحد المعارضين للنظام السابق؟
إذن هل رأيت الدكتور سرور فى ميدان التحرير وسط الثوار حاملا لافتة يندد فيها بالنظام الذى هو أحد أركانه الوطيدة مطالباً بتنحى مبارك؟
هل أنت نادم على قراءة هذا المقال؟
• رئيس قسم الشئون العربية بمجلة روز اليوسف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة