د.أحمد فؤاد أنور

هيلا هوب (!)

الإثنين، 28 مارس 2011 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعلم أن للمشير طنطاوى اهتمام كبير بالرياضة، وقد حرص حتى فى ظل الأعباء الملقاة على كاهله وكاهل المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يبعث برسائل تطمينية لفرق الجيش الرياضية، وعلى هذا اتحدث عن ظاهرة "الدقيقة تسعين من زمن كل مباراة".. فقد يكون مفهوما ومبهجا أن نفوز على فريق صعب المراس بهدف فى آخر دقيقة، وربما حتى فى الوقت بدل الضائع.. لكن من غير المفهوم ما يبدو للعامة على أنه: إهدار للفرص السانحة أمام مرمى الخصم بينما الدقائق تمر، وأعصاب ملايين المشجعين والأنصار تحترق.. فالفريق المنافس طُرد منه، وهرب أغلب لاعبيه، ويشعر بحالة رعب من جماهير تزأر، ولاعبين دخلوا التاريخ كالأساطير، ويمكنهم تحقيق رقم قياسى من الأهداف يعوض السنين العجاف.. التى كان فيها يتم "تفصيل" قوانين وحكام، وأحيانا جمهور وعارضة لصالح فريق الفساد (على طريقة مرجان أحمد مرجان).

عن الثورة المضادة اتحدث نظرا لأنه واضح لكل ذى عينين أن الخلايا النائمة للمفسدين تسعى للتخريب وإفساد الفرح أو على الأقل تقليل خسائرهم قدر الإمكان، وفى المقابل نجد أن القرار الحاسم الذى يرضى الشارع يتأخر كثيرا فنجد أن محاكمة حبيب العادلى تأخرت بلا مبرر واضح، ولم تتم محاكمته سوى بعد أن نفى (فى المصرى اليوم) الأنباء التى زعمت أنه يتم التحقيق معه، وفوجئنا بعدها أنه يتم التحقيق معه بشأن أربعة ملايين جنيه وليس قتل الثوار(!) وهو ما تكرر مع أنس الفقى الذى لا يمكن أن يغفر له الشعب تحريضه ضد الثوار وتلفيقه وكذبه على الرأى العام، حيث تأخرت الإقالة وتأخرت المحاكمة.. الذين على أقل تقدير لا يمكن إعفاؤهما من المسئولية السياسية عن خطايا أججت الجماهير لسنوات، ويمكن بشكل مواز الحديث عن تأخر فى إقالة حكومة شفيق، وحل جهاز أمن الدولة، وعن توجيهات للإعلام على الهواء وهو ما يعد فى الواقع هدف ذاتى فى مرمانا تماما مثل الغموض الإعلامى حول الاستفتاء فمن قالوا لا كانوا يريدون اسقاط دستور 71 وهو ما تفاجئنا بأنه تم التعهد به بالفعل خلال ساعات بعد الاستفتاء فى ظل صياغة مواد إضافية وكان من المفترض إعلان ذلك بوضوح والاستفتاء أيضا على تلك المواد.

وفى هذا السياق أيضا غير مفهوم لماذا لا يبادر فعلا صناع القرار الآن بتزكية مطالب الجماهير الغاضبة على قيادات جامعية معينة وضعت نفسها موضع الشبهات أو السخط، ويجرون انتخابات استرشادية داخل الكليات الجامعية.. طالما لا تريد الوجوه القميئة أن تتوارى طواعية(!) مع العلم أن الانتخابات السريعة ربما تخدم القيادات الحالية بدرجة كبيرة لأنهم يديرونها من مقعد السلطة، وفى ظل عدم تمكن المنافسين من تنظيم الصفوف وترتيب الأفكار والدعاية، وبهذا الحل سيرضخ الجميع لصوت الديمقراطية ..تماما كما حدث فى الاستفتاء أو أى انتخابات لرئاسة نادى أو نقابة مهنية.. مع التأكيد فى هذا المجال أن مصر لم تعدم الكفاءات والخبرات والمطلوب عناصر مقبولة جماهيريا.. مختارة بآلية مقنعة شفافة فقد سبق للنخبة أن برهنت أنها لا تلتفت للرشاوى والانتخابية وللتربيطات فما ينطبق على الصحفيين وهم يختارون جلال عارف ويرفضون المرشح الحكومى ينطبق أيضا على نخب أخرى تعرف كيف تختار وعلى رأسها أساتذة الجامعات.. ويجدر بنا فى هذا السياق أن نؤكد أن المواقف من تشويه منظم للبرادعى (وأنا بالمناسبة لو أجريت الانتخابات اليوم لن أنتخبه) غير حاسمة.. فبغض النظر عن عدم التصدى للجنة الإلكترونية للحزب الوطنى التى لا تزال تعمل بكل همه لتشويه – مع مرشحين آخرين للرئاسة - فقد تم الاعتداء عليه وعلى أنصاره بدنيا وهذا ما لم نرى مواقف قاطعة تتصدى له وقد يكون قمة جبل الجليد الرابض تحت سطح الماء.

فى مقابل هذا (التريث) المبالغ فيه ادهشتنا الاستعانة بالشرطة العسكرية ضد تكتل من من كبار الأساتذة وأعداد من الطلبة فى إحدى كليات القمة يساندهم نخبة من الكتاب والإعلاميين.. وتم تصوير الأمر لنا وكأن أ.د عواطف عبد الرحمن وبقية الأساتذة الكبار تحولوا -من جديد- لخطر على الأمن العام(!)

فى هذا الصدد يجدر بنا أن نوضح أنه يوجد احتقان لا يمكن تجاوزه فى هذه الكلية بشكل خاص، لأنه منوط بها تخريج إعلاميين مهنيين.. لا يلونون الأخبار، ولا يلفقون للشرفاء، ولا يضللون الرأى العام.. يغطون الأخبار ولا يغطون عليها. (اكتب هذه السطور وأنا أسمع نفى عميد كلية الإعلام القاطع لأخبار منشوره عن خروجه فى إجازة مفتوحة وتولى أقدم وكيل للكلية إدارتها). وما ينطبق على كلية الإعلام ينطبق للأسف على كليات أخرى تفاخر فيها القادة الحاليين لسنوات بعلاقاتهم بأمن الدولة، ووضعوا فى خانة انجازاتهم فى أى حوار غير رسمى علنى خدماتهم الجليلة ضد كل طالب رفع صوته برأى مخالف لرأى الحزب الوطنى (غير المأسوف عليه).

وفى هذا الإطار يجب منح أولوية لعنصر الوقت بشأن كروت حرقت نفسها بانحياز وأحيانا تورط سافر فى التزوير فى الإعلام الحكومى.. فهل هناك ما يمنع من تغيير هؤلاء فى أيام قليلة؟ وهل لا توجد حالات يتوفى فيها عميد كلية أو مؤسسة إعلامية أو يسافر أو يتولى منصب أرفع أو ما شابه، وبالتالى يخلو المنصب ولا تتأثر الكليات ولا المؤسسات لغياب مسئول أو حتى أكثر.

فالمنظومة تسير والكفاءات موجودة.. ومنطق "مفيش حد ينفع" يعد فى الواقع منطق مستفز، بل ومهين لمصر وللمصريين.. التأخير يعمق الجراح ويزيد الخسائر ويمّكن المنحرف من ترتيب أوراقه، بل وإخفاء بعض جرائمه وسقطاته لعله يفلت من العقاب.

الهجوم خير وسيلة للدفاع، حكمة تعلمناها من شيوخ المدربين فى كرة القدم، وإذا كان الخصم متشرذم وخطوطه مفتوحة فمن الطبيعى أن ينتظر الجمهور - وقد ضحى بالغالى والنفيس لفريقه الوطنى- "أهدافا ثورية" مطمئنة وفى توقيتات مبكرة، لنبعد عن الاذهان شبح انتهاء مباراة بخسارة من هدف تسلل، أو تعادل بطعم الهزيمة، ورأفة بأعصاب احترقت ومرضى سكر وقلب على كف عفريت.. فهل يتحقق المراد ام سنضطر لترديد الهتاف الأزلى القديم فى مدرجات كرة القدم حينما تستشعر الجماهير القلق من مرور الوقت دون إحراز أهداف الاطمئنان والحسم فى مباريات سهلة: "هيلا هووب"!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة