30عاما من الصمت المريب لمشايخ السلفية، 30عاما وهم يعتبرون الحديث فى السياسة رجسا من عمل الشيطان، 30 عاما وهم يطالبون الناس بعدم جواز الخروج على الحاكم المسلم، وإن كان فاسقا أو فاسدا أو ظالما، فالقاعدة الشرعية لديهم تمنعهم من الحديث عن رأس السلطة فهو ولى أمرهم وصاحب النعم عليهم، ولهذا اختلفوا كثير ا مع التنظيمات الدينية، التى انتهجت العمل السياسى مع العمل الدعوى، مثل جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمى الجهاد والجماعة الإسلامية فهذه التنظيمات رفضت حكم الطاغوت وقاومته، كل بطريقته.
الإخوان مثلا أعلنوا الحرب على النظام السابق بخوض المعارك من خلال مؤسساته فكان لهم تمثيل برلمانى وصل فى المجلس قبل الأخير إلى 88 عضوا، بينما اختار تنظيما الجهاد والجماعة الإسلامية مقاومة النظام بالسلاح والفتاوى التى تجيز الخروج على الحاكم الظالم.
الآن وبعد ثوره 25 يناير انقلب مشايخ السلفيين بعد تناولهم حبوب الشجاعة وبدأوا فى الحديث عن السياسة، فشر ولا محمد حسنين هيكل، ومخططين لمستقبل الأمة وكأنهم عمرو موسى أو الدكتور محمد البرادعى وإعلانهم التمرد على كل شىء فى مشهد بدا معه للكثيرين ولى شخصيا أن هؤلاء السلفيين جزء من الثورة المضادة التى تحاول إجهاض ثورة الشعب المصرى، ولدينا من الدلائل والمشاهد التى تدعم شكوكنا ضد هؤلاء السلفيين حقائق بدأت بـ«غزوة الصناديق» و«غزوة دم الأضرحة» ثم «غزوة قطع الأذن» وغزوة «حرق منازل الساقطات» وأخيرا «غزوة الشوارع» حيث أعلنوا أنهم سيقومون بمظاهرة كبرى اليوم الثلاثاء لخطف كل الفتيات غير المحجبات، حتى لو كان هذا الكلام شائعات فإنهم وراءها بهدف إرهاب الناس وفرض سياستهم الجديدة والتى بدأت فى التغول والتجبر، والتدليل على أنهم فوق كل شىء حتى القانون، فهم آيات الله الجدد والفئة الناجية من النار، وأنهم سيطبقون شرع الله فى الأرض على الجميع ومن يخالفهم فالغزوات موجودة والعدة والعتاد متوفران والبركة فى التمويل الخليجى من مشايخ الوهابية الآباء الروحانيين لكل التيارات السلفية فى مصر والعالم.
«السلفية هى الحل» هذا هو شعار المرحلة ويكفى التجاوزات التى ارتكبها أعضاء وقيادات هؤلاء السلفيين، فالأقباط أهل ذمة ودفع الجزية فرض عين، والمسلمة السافرة خارجة على الإسلام وإعادتها بالقوة لا بالحوار، إنه عصر السلفيين، هذا العفريت الذى يخشاه الإخوان وتنظيمات الجهاد والجماعة الإسلامية وكل القوى الإسلامية المستنيرة لأنهم لا يهددون الأقباط فقط بل يهددون كل المجتمع المصرى ويسيئون للإسلام الوسطى باستخدام العنف والقوة فى الترويج لوجودهم.
والحقيقة التى يجب أن يعلمها الجميع أن السلفيين لم يظهروا على مسرح الثورة إلا بعد نجاحها، وباستعراض المواقف السلفية قبل الثورة نجد أنها تفتقر إجمالا إلى الرؤية السياسية والإستراتيجية للأحداث، فلا توجد دراسات شرعية مستفيضة مثلا للموقف من الدولة المدنية وحقيقتها وكيفية التعامل مع البيئة السياسية فى هذه الحالة، وهل هم حزب سياسى يشارك فى الحكم وما سيتبعه من آليات أم مجرد جماعة ضغط (لوبى) لا تريد المشاركة فى الحكم بل مجرد الضغط على النظام وهكذا.
كذلك لم يقدر بعض السلفيين طبيعة هذه الثورة ولم يفهموا حجم القوى المؤثرة فيها.
كما لم يخل موقفهم من تناقضات كما جاء فى تعليق الشيخ ياسر برهامى على حديث الشيخ محمد إسماعيل الذى مدح الشباب الذين قاموا بالثورة بأن هذا كان مدحا لأمر قد وقع بالفعل! وليس تأييدا للمظاهرات بل هو مدح للطاقات والصفات الحسنة والمواقف الرائعة من الشباب التى ظهرت من جرأة وشجاعة وثبات وحرص على الكرامة!!
هذا هو وضعهم، لم يخرجوا على نظام بل أقصى ما خرجوا إليه هو مظاهرات إعادة بعض القبطيات التى يزعم السلفيون أنهن محجوزات فى الأديرة والكنائس بعد إعلان إسلامهن، لم نرهم فى مظاهرة للتنديد بتزوير الانتخابات قبل الثورة أو برفض مشروع التوريث الذى كان مبارك يعده لابنه، أو ضد سرقة أموال الشعب من جانب عصابة مبارك وابنه وشلته من أمثال أحمد عز. الآن يحاولون السطو على الثورة وفرض سياستهم التى ينشرها ويدعمها مشايخ سلفيون فى حجم الشيخ محمد حسين يعقوب صاحب غزوات الصناديق وهدم الأضرحة لتنفيذ الأجندة الوهابية التى تعد مصر العدو الأكبر لها. > >
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة