فخرى لبيب.. شاهد على تحويل المعتقلين لـ«زينب وعفاف وسامية»

الخميس، 31 مارس 2011 09:15 م
فخرى لبيب.. شاهد على تحويل المعتقلين لـ«زينب وعفاف وسامية» فخرى لبيب
هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم 7 أكتوبر من عام 1981، فوجئ المؤرخ والكاتب فخرى لبيب والناشط بحزب التجمع الاشتراكى فى الساعة الثالثة فجرا، بطرق كثيف على أبواب منزله ليجد أمامه عشرات الأفراد من أمن الدولة، يستبيحون حرمة منزله، وينشرون الفوضى فى كل أرجائه، ويلقون بكتبه على الأرض، وعندما صاح رافضا ما يحدث قائلا لهم: لا تلقوا بالكتب على الأرض لأنها فكر، فرد عليه أحد القيادات رفض لبيب ذكر اسمه لأنه لا يستحق أن يُذكر على حد قوله: يلعن أبوالفكر، واقفا بحذائه على الكتب.

ثم اصطحبته قوات أمن الدولة برفقة زوجته التى لم يسبق لها المشاركة أو الانضمام لأى نشاط سياسى إلى معتقل «ليمان طره»، وقاموا بترحيل زوجته إلى سجن القناطر.

يصف لبيب تلك الواقعة بــــ«الرديئة» جدا، ويستكمل التفاصيل، مسترجعا مشهد طفلتيه وهما تمسكان بأطراف ثيابه، فيأمرهما بأن تظلا فى المنزل ولا تفتحا الأبواب إلا مع بزوغ الشمس، وخروج جيرانهم لأداء صلاة العيد، وبعدها تسردان لهم ما حدث.

داخل المعتقل، اكتشف لبيب عالما آخر، يجمع بين مختلف التيارات الفكرية والعقائدية، ففى نفس العنبر الذى احتجز فيه، أساليب العقاب داخل المعتقل كانت مقصورة فقط على أعضاء تلك الجماعات كما يروى لبيب، حيث كانت تقوم قوات أمن الدولة بضرب كل منهم ضربا مبرحا ويجبرونهم على أن تكون أسماءهم الجديدة «زينب، سامية، وعفاف» حتى تكون أسماؤهم الجديدة فترة احتجازهم وذلك معاقبة لتورط تلك الجماعات فى مقتل الرئيس الراحل.

على الرغم من محاولات تلك الجماعات لتكفير بعضهم البعض، وتكفير لبيب لكونه قبطيا، إلا أن هذا لم يمنع بقية المفكرين والمثقفين الأطباء والصيادلة من الإسراع لمداواة رفقائهم من الجماعات الإسلامية الذين تعرضوا للإيذاء بدنيا، بسبب أساليب التعذيب «الوحشية» التى اتبعتها قيادات أمن الدولة فى التعامل معهم.

مر أكثر من شهرين ولبيب لم يعرف شيئا عن زوجته «الكاركى» أى حديثة الاعتقال- حتى فوجئ يوما بها بصحبة أطفاله يأتون لزيارته بعدما تم الإفراج عنها من سجن القناطر، ويحملون له بعض الملابس والأطعمة، فوجد فى إحدى ملابسه الداخلية قطعة قماش صغيرة بداخلها مكتوب عليها «لا تقلق يا أبى إننا بخير ولا ينقصنا سوى وجودك معنا».

لم تكن واقعة عام 1981، هى الأخيرة من نوعها حيث تعرض لبيب لوقائع مشابهة قبل وبعد هذا التاريخ، آخرها عام 1989 عندما تعرض لبيب للاعتقال مجددا، بعدما قرر الانضمام لاحتجاجات عمال الحديد والصلب، ويسرد لبيب تفاصيل تلك الواقعة قائلا: قرر حزب التجمع مساندة عمال مصانع الحديد والصلب، وتأييدهم فى مطالبهم الشرعية، وأعلن عن عقد مؤتمر شعبى فى مقر الحزب بالزيتون بعدها سمعت نفس صوت الطرق الذى أسمعه كل مرة من «زوار الفجر»، وقاموا باصطحابى هذه المرة بمفردى إلى قسم مدينة نصر، ثم إلى ليمان أبوزعبل، حيث تعرض زملائى لضرب وتعذيب وحشى قبل أن أصل إليهم بأسبوع وكان من بينهم الناقد إبراهيم فتحى، والمفكر محمد السيد سعيد الذى أدى ضربه إلى سوء حالته الصحية، حتى جاء قرار الإفراج عنه فى أقل من شهر، وكانت تهمتى هى انتمائى لحزب العمال الشيوعى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة