كرم زهدى.. شاهد المرضى يموتون أمامه وهو عاجز عن إنقاذهم

الخميس، 31 مارس 2011 09:15 م
كرم زهدى.. شاهد المرضى يموتون أمامه وهو عاجز عن إنقاذهم كرم زهدى
علام عبدالغفار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«23 عاما» من عمره قضاها كرم زهدى، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية فى سجون ليمان طرة والقلعة والعقرب والاستقبال، تعرض فيها لصنوف حفلات التعذيب المعروفة فى السجون بـ«حفلات الاستقبال» حتى وصلت لفقده الوعى والإغماء مرة، وتساقط جلد قدميه مرة أخرى.

كرم الذى سجن على خلفية قضية مقتل الرئيس السابق أنور السادات، قال إن حياتى فى سجون عصر مبارك مرت بمرحلتين، الأولى ما قبل مبادرة وقف العنف منذ عام 1981 حتى 2001، والثانية: ما بعد المبادرة حتى خروجى من السجن، ففى الأولى كنا نتعرض للتعذيب الذى يفوق خيال البشر، تبدأ من «حفلة الاستقبال» التى يتم تنظيمها لكل سجين فى بدايته، يتلقى فيها كل أشكال العذاب بعد تجريدهم من ملابسهم حتى تقع على الأرض سواء كنت سجينا جنائيا أو سياسيا، ثم سحبنا، ليتم وضعنا فى أماكن مليئة بالأمراض والمرضى المصابين بالسرطان والدرن فى جو يمنع عنا العلاج والرعاية الطبية.

ورصد زهدى بعض المشاهد البشعة التى لن ينساها، ومنها وضعه مع زملائه فى مستشفى الليمان الذى يوجد به سجناء مصابون بالسرطان، يتم تركهم دون علاج حتى يأكل السرطان العمود الفقرى، ويموت المريض أمامنا، ونحن عاجزون أن نعمل له شيئا ولا نعالجه.

وقال زهدى إنه ذات مرة بعد العودة من قضية السادات، وفى سجن ليمان، جاءوا بعدد من أفراد الجماعة ليتم تعذيبهم أمام الجميع، فقام واعترض على أحد الضباط حتى ينتهى عن التعذيب، فنظم الضباط «حفلة استقبال» وقف جميع العساكر طابورين على مسافة طويلة، وتم وضعى فى الوسط، وبدأوا بالضرب ذهابا وإيابا حتى سقطت فريسة، ثم جاء مأمور القسم ووضع فلكة فى قدمىّ وبدأ الضرب الشديد حتى صرخت «لا إله إلا الله» والأخوة يرددون «الله أكبر».

وأثناء تواجدى فى سجن أبوزعبل ووادى النطرون كان ينبه عليهم بمجرد وصول العسكرى ويقول «انتباه» يرتدى الجميع «العصامة»، ويقفون ووجوههم إلى الحائط، وذات مرة، مر أحد رعاة الأغنام فقالت معزة «ماء» فتصور الجميع من كثرة التعذيب والخوف أنه العسكرى جاء، وقال «انتباه»، حتى جاء العسكرى وقال لماذا أنتم واقفون، فرددنا لقد قلت «انتباه» فضحك وقال عملتها المعزة وقالت ماء.

ووصف زهدى الطعام داخل السجون كما قال الشيخ يوسف القرضاوى «طعاما فريدا بالحصى إن الحصى فرض على التعيين« فكان طعامنا العدس والفول الملىء بالسوس، وكنا ننقى السوس من الفول، كأننا ننقى النوى من التمر، ونلجأ لتسخين الفول المجمد، بوضعه على اللمبة الكهربائية فى زجاجة بلاستيكية.

أما ما بعد المبادرة، فتغير الحال تماما، وتحسنت السجون، وتم السماح بتلقى العلاج ودخول الأدوية من الخارج، ووقف التعذيب نهائيا، حتى لوائح السجون التى لم يعمل بها تم تعديلها، فكان يسمح لى بالخروج للزيارة مرة أو مرتين فى الشهر فى الأفراح والجنازات والحالات الاجتماعية، فكانت نتيجة المبادرة التى تمت مع الدولة آخر 1996 والتى لم تفعل حتى وقع حادث الأقصر من بعض أفراد الجماعة الذين لم يتم التواصل معهم، وفى 2001 وافق الجميع فى الخارج والداخل، على المبادرة ومنهم الشيخ مصطفى حمزة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة