«السجن حياتى الأصلية فى عهد مبارك» قالها مجدى حسين أمين عام حزب العمل فى توصيفه للمرحلة التى عاشها فى ظل الرئيس السابق حسنى مبارك، حيث قضى 5 سنوات متقطعة فى سجون مصر، أبرزها عام 1998 بعد حملة على وزير الداخلية، وعاما 1999 و2000 بسبب حملة أخرى على وزير الزراعة يوسف والى، وآخرها الحكم الصادر يوم 11 فبراير 2009 من المحكمة العسكرية بالسجن عامين، وتغريمه خمسة آلاف جنيه بعد أن أدانته بتهمة التسلل عبر الحدود بين مصر وقطاع غزة فى شهر يناير من العام نفسه.
كان لديه شعور دائم أنه مطارد وأن السجن بانتظاره، اعتبر أن الـ43 سجنا منتجعا سياحيا يمتلكه يذهب إليه وقتما شاء، قائلا «أنا مستغرب حاليا من وضعى لأنى اعتدت على القضايا الملفقة دائما ضدى، والمطاردة من قبل النظام السابق»، لكنه غير نادم على سجنه طوال سنوات نضاله قائلا «أنا مش ندمان لأنى دائما كنت مع كلمة الحق».
ورغم شعوره الدائم بالمطاردة، إلا أن من طرائف سجنه أن أحد المستشارين الذى أصدر حكما ضده التقى به فى السجن وهو محاكم فى قضية فساد، فيما لقى قاض آخر حتفه بعد الحكم علية بشهرين قائلا «كتبت وقتها اللهم لا شماتة لكنها آية من آيات الله».
التقى «حسين» أثناء سجنه داخل «ليمان طرة» مع محمود نور الدين ضابط المخابرات المصرى السابق الذى مثل أعنف رد فعل شعبى مصرى على اتفاقيات السلام وسياسات التطبيع مع إسرائيل، وتوفى داخل السجن، حيث دارت عدة أحاديث بينهما مبديا تعاطفه معه، ورغم لقائه بالعديد من الشخصيات على مدار فترات سجنه، إلا أن سجنه الأخير بالمرج اختلف كليا حيث وضع فى عنبر كامل منفردا، ولم يجد رفيقا سوى قطة أطلق عليها اسم «كيمو» لكنها ماتت بعد شهرين من مرافقته.
«سجن المرج» أيضا منع فيه مجدى خلال الشهور الأولى من حقه فى الحصول على أوراق وأقلام وجرائد عدا الحكومية وأداء صلاة الجمعة بالمسجد والذهاب للمكتبة، لكنه كان يلجأ لتهريب الأوراق عبر بعض المتعاطفين معه، كذلك رغم معاناته الشديدة من انزلاق غضروفى لازم بسببه الكرسى المتحرك، إلا أن إدارة السجن لم تتحرك إلا بعد عدة وقفات احتجاجية.
رغم كتابات مجدى حسين الحادة ضد ممارسات النظام السابق، التى وقف لها بالمرصاد وكذلك توصيفاته للرئيس السابق حسنى مبارك التى اشتهر بها إلا أنه لو عاد به الزمن لكتب بطريقة أشد حدة فى وجه «الباطل» وتعبيرا عن الحق على حد قوله، مع ذلك قال مجدى، إن فترات سجنه أحسن استثمارها حيث دأب على قراءة آلاف الكتب والتقرب إلى الله بل تأليف بعض الكتب من بينها «رسائل الإيمان» و«رسائل اقتصادية»، و«لماذا حزب العمل»، و«كيف تدخل الجنة»، و«سنن التغير فى السيرة النبوية».
ومع ما شهده فى سجون «مبارك» فإنه لم يطلب الثأر لنفسه بل طالب بمحاكمته على «جرائم القتل» التى ارتكبت بميدان التحرير وكذلك استعادة الأموال المنهوبة مرة أخرى لمصر.
مجدى حسين.. بعد وفاة رفيقه فى السجن أصبح صديقاً لـ«القطة كيمو»
الخميس، 31 مارس 2011 09:15 م
مجدى حسين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة