قام أعضاء من اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا، وبمشاركة عدد من المنظمات الأمريكية بزيارة خاطفة لأرض الوطن استغرقت أسبوعين، كانت زيارة مشحونة بالمقابلات والحوارات مع شخصيات مصرية، ورموز وطنية على رأسهم الدكتور"عصام شرف" رئيس الوزراء، والدكتور"يحيى الجمل" نائب رئيس الوزراء، واللواء"العيسوى" وزير الداخلية، والدكتور"شريف دوس" منسق الهيئة القبطية العامة..
وشملت أيضًا مقابلات تليفزيونية مع الإعلامى الوطنى"جابر القرموطى" والإعلامى"عمرو أديب"، كما قمنا بالتسجيل فى قناة"سى تى فى"، بالإضافة إلى عمل وندوات واجتماعات فى مقر جريدة المشاهير، ومركز"الكلمة"، ومقابلة عدد كبير من الكتاب والمفكرين ورموز العمل الوطنى بمصر، وعاد جميع الأخوة إلى بلاد غربتهم بعد التعرف عن قرب لأحوال وطنهم الأم.
رأيت بعينى أثناء مظاهرات شباب ماسبيرو أخا مسلما يرتدى علم مصر كاتب على العلم "أنا مسلم مضرب عن الطعام لعودة حقوق إخوانى الأقباط"، وأخت منتقبة اعتلت المسرح لتعلن بأعلى صوتها "أريد عودة كنيستى المهدمة"، ورموز دينية إسلامية شابة تقف لتعضد إخوانهم فى تراب الوطن... كانت صورة رائعة للتلاحم الوطنى تعد امتدادًا لصورة بميدان التحرير ليس التلاحم الوطنى فقط، بل فى فهم الدين لكل من شارك فى هذه المظاهرات.
ولكن يبدو أن هذه الحالة لم تستمر طويلاً، فلم يمر يومان من عودتنا يوم 20 مارس إلا ونسمع أحداثا دامية، منها:
* قيام المتطرفين بإحراق مسكن "أيمن أنور ديمترى" (42 سنة)، وقطع أذنه وإجباره على التنازل بصلح عرفى بحضور عدد من القساوسة والمشايخ بقنا، منهم الشيخ"محمد خليل"رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية، والقس"موسى"، والقس"هدرا" فى حضور الحاكم العسكرى بقنا!!
* قيام أحد شيوخ السلفيين "محمد حسين يعقوب" بإطلاق تعبير غزوة الصناديق على استفتاء يوم 19 مارس، بل والأدهى إضافته أن "البلد بلدنا واللى مش عاجبه يروح لأمريكا أو كندا"، مقدمًا اعتذارا أقبح من ذنب " كان بيهزر " على المنبر.
* بزوغ نجم جديد فى الإعلام المصرى وهو"عبود الزمر" قاتل الرئيس المؤمن "محمد أنور السادات"، مطالبًا بتطبيق الحدود من الجلد، وقطع اليد راسمًا صورة مصر الدولة الدينية فى ذهن جماعات الإسلام السياسى.
* تهديد بلطجى وعدد من أتباعه المدججين بالأسلحة الآلية فى مدينة القوصية التابعة لمحافظ أسيوط بترويع الآمنين وفرض إتاوة على أهالى القرية رغم انه هارب من حكم صادر ضده بــ 25 عامًا فى قضية قتل.
* تجمهر 500 سلفى أمام كنيسة الفادى بمنطقة حدود البراجيل التابعة لقسم إمبابة، ومنع الأقباط من الصلاة داخل الكنيسة.
وهناك العديد من تلك المهازل الإنسانية والأخلاقية بقيادة التيار السلفية منتشرة فى ربوع المحروسة، ولكن سنظل نؤكد أن مصر فى مرحلة مخاض وللجميع الحق فى حرية التعبير ولا غضاضة فى الرأى، وحتى الرأى المخالف أما أن يتعدى هذا الرأى إلى الفعل، والتعدى على الآخر ويصل إلى الإيذاء الجسمانى، وأعمال السرقة والهدم والقتل وترويع الآمنين، فهنا تكمن الخطورة خاصة وسط تهاون وانفلات أمنى، وتأييد لجلسات المصاطب، وضياع هيبة الدولة وسيادة القانون.
ولكن ما أخشاه أن تحل ديكتاتورية دينية محل ديكتاتورية النظام السابق.
أخيرًا إن مصر تمر بحالة حراك قوى، الصوت العالى والمرتفع صوت كل من الإسلام السياسى، وفلول الحزب الوطنى.
وهنا الجميع يتساءل إلى أين تسير مص؟ هل سيستمر الجيش فى تعهداته التى أصدر بها بيانات منذ بداية ثورة الشباب، التى أكدت أنه سيعمل على تحقيق أهدافهم وحلمهم بدولة مدنية ديمقراطية تحكمها مواثيق الأمم المتحدة؟ أم سنجد أنفسنا أمام تيار قد يؤخر مصر قرونًا وقرونًا.
أين تسير مصر؟ هذا السؤال ستجيب عنه الأيام القادمة، فقواتنا المسلحة لها شرعية دستورية وشعبية ستؤكد الأيام القادمة أين تسير مصر؟ هل تسير للأمام سر أم للخلف در، حسبما تعلمنا أثناء تأديتنا للخدمة العسكرية فى جيش مصر العظيم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة