ثورة شباب مصر حقيقة وليست انقلابا داخلياً مثلما حدث عام 1952، ثورة تجلت فيها معانى وطنية سامية مثل الحب والانتماء لمصر أولاً، وكلنا فداء لمصر، كما أنها وحدت بين أطيافها المختلفة وعزفت على الوحدة بين فئات الشعب.
حاولت التيارات الدينية اختطافها بالعزف على أوتار الشعور الدينى، ولكن هيهات، فالشباب الثائر لكرامة وطنه استطاع فى حزم وجدية إيقاف كل الادعاءات الهادفة لتمزيق نسيج الشعب المصرى، فهى ثورة استطاعت صهر مكونات الشعب بكل أطيافه، وخرجت من رحمها مصر جميلة جديدة خالية من عيوب التطرف الدينى والغلاء لتظهر جمال الوحدة الحقة.
لذا فليس بعجيب أن يختار الشباب الأحرار عدداً من رموز الفكر والثقافة والنزاهة ليكونوا أمناء الثورة منهم الدكتور عصام عبد الله إسكندر، والدكتورة منى مكرم عبيد مع بلال فضل... وليثبتوا للعالم أن أمناء الثورة هم مصريون رغم تعدد انتماءاهم السياسية والدينية، إلا أنهم انصهروا فى بوتقة واحدة ليخرجوا سبيكة مصرية أصيلة مملوءة بحب الوطن.
واستضافت المحطات الإعلامية عدداً من الرموز المشاركة فى الثورة مختلفى الديانة، متفقين على حب مصر، تحدثوا عن حماية بطرس لمحمد أثناء صلاته والعكس أيضاً فى انسجام وحب ووطنية وإنسانية رائعة.
ولكن بعد الثورة يحاول عدد من الدهماء والغوغاء تشويه الصورة الجميلة على أرض المحروسة، لتظهر قبحاً وتطرفاً باعتداءات طائفية تشوه التلاحم والاندماج بين المصريين، وما زالت الحرية الدينية على أرض الواقع منعدمة، وما زال شريك الوطن يعانى الغبن بالقانون... مثل جواز شهادة المسيحى ونزع الحضانة من الأم فى حالة إسلام زوجها.
لدى العديد من الأدلة تثبت أثر المادة الثانية على مصر وأن بقاءها يقود الوطن إلى الدولة الأوتوقراطية، وتهدد أمان الدولة المدنية، ولو قُدِرَ لمصر أن تقع فى فخ الدولة الدينية فلا خروج لها للأبد.
الدولة المدنية هى الوحيدة التى تشمل قيم المساواة والعدالة والحرية لكل قاطنيها لا تفرق بين شكل أو لون أو جنس أو دين.
إن من يطالب ببقاء المادة الثانية يعتقد أنه يخدم الدين، فالدين فى قلوب البشر، ولكن تحويل مصر لدولة دينية يهدد استقرارها ويقود بعض الحركات لأن تغالى فى التطرف الدينى، ويخرج لمصر عشرات من المجموعات واحدة من رحم الأخرى لتزايد على المغالاة فى الدين، مثلما حدث فى غزة حينما خرجت تيارات أكثر تعصبا من رحم جماعة الإخوان.
أخيراً أتمنى دوام المحبة والأخوة والتفانى لتبقى الصورة جميلة ونترك الجميع يعبدون إلههم، كل واحد بطريقته الخاصة، وحسب معتقده، ويترك الحساب لمن له الحساب الله عز وجل، ولكى لا يشوهوا الصورة الجميلة التى رسمها شباب مصر بدمائهم الذكية شهداء مصر الأبرار.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة