لا تصدقهم.. لا تصدق من يخبرك بأن التظاهر المحترم المحدد المطالب ضد الاستقرار، لا تصدق الذين يقولون إن الذى يخرج فى جمعة الإنقاذ يعطل عجلة التنمية ويساعد على خراب البلد، لأن الثورات تقوم وتشتعل حتى تمنح أصحابها حق التعبير والصراخ والهتاف، طالما شعروا أن يداً ما تلعب فى مطالبهم.
ربما الضيق كان هو سيد الموقف من الاعتصامات الفئوية، ومن الدعوات المائعة، التى تم نشرها للجمعات السابقة ولم تجد صدى، ولكن لا مكان للضيق أبداً فى جمعة الإنقاذ، أو كما أحب أن اسميها أنا جمعة التذكير، لا مكان للضيق أبداً مع مظاهرة خرجت لتؤكد للذين نسوا أو تناسوا أو غفلوا أن الثورة مازالت قائمة، وأن كتب التاريخ أو السياسية لم تخبرنا، ولم تعرف ثورات محددة المدة تنتهى بترتيب مسبق، أو حينما يشعر الثوار بالزهق أو الملل.
ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين بالثورة والكافرين بها أيضا، ذكر الناس والمجلس العسكرى والحكومة بأن مطالب الثورة لا تحب التسويف، وأن هذا الميدان مازال ينبض، ومازال قادراً على أن يضغط ويصمد، طالما الضغط والصمود فى مصلحة مصر.
ذكر فإن الذكرى تنفع المجلس العسكرى والحكومة، وتخبرهم بأن عصر التصريحات الوردية والتطمينات انتهى، والناس فى الشارع الآن لا تصدق إلا الخطوات العملية، لا تتوقف أمام الكلام عن الاستقرار وتعطيل عجلة الأمور، لأن القواميس السياسية لم تخبرنا يوماً بأن الفوضى هى مرادف التظاهر السلمى المحترم، ولأن الثورة لن تصبح ثورة لو مرت الأيام، واكتشفنا أن الطغاة يستمتعون بشمس الشواطئ الأوروبية، والموظفون مازالوا يفتحون الأدراج، والناس فى الشوارع تستمتع بكسر إشارة المرور.
ذكر لأن الذكرى تستدعى روح الأمل والتفاؤل، بعد أن بدأ التشاؤم يطل من شبابيك بعض الوسائل الإعلامية، ذكر الناس بروح الثورة حتى تعود رؤوس الثورة المضادة لجحورها، وتعرف الجماعات الظلامية أن أكتاف الثورة لا مكان فوقها للانتهازيين.
ذكر لأن الذكرى تجعل من يوم، الجمعة، فى الميدان سلاحاً إستراتيجياً لا يصيبه الصدأ، والجمعة، فى الميدان هو سلاحنا الوحيد لو تعلمون، من قلب الميدان ذكرهم بأن محاكمات أهل الفساد تسير مثل السلاحف، والرأس الكبيرة للفساد والأزمة يستمتع بهواء وشمس وبحر شرم الشيخ، بينما نصف سكان مصر محرومون من العشاء، ذكرهم بأن الثورة قامت حتى نسترد أموالنا وحقوقنا الأدبية والاجتماعية والسياسية من هؤلاء، وليس لاستضافتهم فى السجون كام شهر أو تركهم على أجمل شواطئنا يستمتعون.
استدعى روح الثورة، حتى لا تغيب، واهتف واصرخ دون أن يصيب ضميرك أى وجع أو أى شك تجاه مسألة الفوضى والاستقرار، وفى نهاية اليوم عد إلى منزلك، وابدأ مشوار التذكير بالثورة فى كل شارع وفى كل حى، ولا تنسى أن تترك رسالة كبيرة فى الميدان تقول، إنك ستعود كلما تأخرت المطالب وكلما شعرت بأن يداً ما لا زالت تصر على أن تلعب بتلك الثورة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
محمد الدسوقى رشدى
اشكرك