أنا مع مناشدة سجناء "طره والمزرعة" لرئيس الوزراء عصام شرف بتحويل السجن الأشهر فى مصر إلى مزار سياحى بأسعار مخفضة للفقراء ومحدودى الدخل، ولم لا؟ وسجن طره الآن ما شاء الله يضم لأول مرة فى تاريخ السجون العربية حكومة كاملة تقريباً ومسئولين ورجال أعمال، ولا ينقصهم سوى وزيرة قوى عاملة سابقة، ورئيس مجلس شعب سابق ورئيس سابق ونجلين لرئيس سابق حتى يكتمل لدينا "عهد قديم" يمكن أن يشار إليه وراء القضبان ونحن نبحث عن مستقبل أفضل وبلد أجمل ودروس مستفادة وعظات تساعد على إعادة البناء.
ليس فى ذلك أى رغبة فى الانتقام ولا حتى التشفى فى هؤلاء المسئولين الذين امتلكوا كل شئ، السلطة المطلقة وحرية القرار والحركة والتصرف ومفاتيح الخزائن ومصائر الناس والماء والهواء والأرض، لكنهم نسوا أو تناسوا أنهم مسئولون عن كل ذلك ومستأمنون عليه وليس ملاكه، نسوا أو تناسوا أنهم ميتون غير مخلدين، وأن مصائر الناس فى أيديهم يمكن أن يتحول إلى حجارة فى أعناقهم تجذبهم نحو المياه العميقة، إذا استهانوا بها، وقد فعلوا، فحقَّ عليهم أن يكونوا عبرة.
الآن أيها السادة، لدينا أول مزار سياسى سياحى فى العالم داخل سجن طره ،فإذا كان ميدان التحرير، هو معلم سياحى جغرافى، يشير إلى ثورة 25 يناير المباركة، فإن سجن طره بكائناته ووحوشه فى الملابس البيضاء حتى الآن، يكشف حلقة جديدة فى النشوء والارتقاء لم يتوصل إليها دارون أو أى من علماء الأنثروبولوجيا، وهى ارتقاء الإنسان صاحب السلطة المطلقة إلى مرحلة "الوحش" النهم للدماء الآدمية، ومصائر الناس ،ولدينا ما شاء الله عدد لا بأس به من هذه العينة، نستحق أن نجنى من ورائهم الكثير من الأموال لصالح الخزانة العامة بعد عرضهم للمشاهدين وراء القضبان وشبكات الأسلاك.
ولكن للأمانة، علينا تحذير المشاهدين والرواد باللافتات الضرورية التى توضح مرحلة التحول والارتقاء من مواطن إلى مسئول إلى وحش، وإيضاح المخاطر المترتبة على طول النظر إلى هذه الكائنات المتوحشة فى ملابسها البيضاء وراء القضبان والشبكات السلكية، فلا أحد يضمن أن تنقض على زائريها ومشاهديها تفترسهم وتمتص دماءهم، وليس معنى ذلك أننى أطالب بوضع قناع د. هانيبال فى فيلم "صمت الحملان" على وجوه هؤلاء المتوحشين فى "طره" ، لكنى أؤكد على وجود شبكة سلكية فاصلة بينهم وبين الزائرين، وكتابة تحذير واضح يستطيع كل زائر قراءته بخطورة النظر إلى ملامح هذه الكائنات المتوحشة أكثر من 15 دقيقة
وأراهنكم أننا فى ظرف شهرين من تدشين هذا "المزار" الفريد على خريطة السياحة المصرية سنستعيد كل خسائرنا خلال الشهور الماضية ونحقق معدلات إقبال للسائحين أعلى بكثير مما كنا نحلم به لو فزنا بتنظيم المونديال !
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة