قلبى مع النائب البرلمانى السابق طلعت السادات فى منصبه الجديد كرئيس للحزب الوطنى.
يستهدف طلعت كما قال أن يعيد الحزب إلى سيرته الأولى التى كتبها عمه الرئيس الراحل أنور السادات باعتباره مؤسس الحزب، ويقول إن الحزب انحرف عن أهدافه الأصلية طوال حكم الرئيس السابق حسنى مبارك الذى تولى رئاسته خلفا للسادات.
ويحتاج هذا الكلام إلى مناقشة هادئة وتذكير بوقائع التاريخ الصحيحة، فحين أعلن الرئيس السادات عن تأسيس حزبه الجديد فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، وذلك على أمل أن يكون هناك حزب يعبر عن آماله وطموحاته، ووقتها رأى السادات أن يتم تأسيس حزب جديد للمعارضة، فجاء حزب العمل برئاسة المهندس إبراهيم شكرى، وأعطى السادات لـ"العمل" اهتماما كبيرا وصل إلى حد مساعدته فى الوصول إلى البرلمان عبر إخلاء دوائر له، لكن سرعان ما انقلب عليه حزب العمل بسبب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتحول الحزب من "مستأنس" إلى معارض رئيسى.
خرج الحزب الوطنى، وكان أهم ما فى ولادته أنه فور إعلان الرئيس السادات أن الحزب حزبه، خرج كل أعضاء حزب "الوسط" الذى كان بمثابة الحزب الحاكم مهرولين إلى الحزب الوطنى باعتباره حزب الرئيس، وكان هذا أول وأهم مؤشر على أن عضوية الحزب لا تقوم على قناعة ببرنامجه أو أهدافه، وإنما لأنه حزب الرئيس الذى سيقدم كل التسهيلات والمزايا والعطايا لأعضائه، وأن كل الأجهزة المعنية فى الدولة فى صفه، وكانت الترجمة الفعلية لذلك انتخابات عام 1979 التى تعد واحدة من أشهر الانتخابات التى تم تزويرها، وحرمت المعارضة الجذرية للسادات من دخول البرلمان، حيث تم فيها إسقاط كل رموز المعارضة مثل خالد محيى الدين وعادل عيد والدكتور محمود القاضى وأبو العز الحريرى وكمال الدين حسين، وغيرهم.
وتقودنا هذه الخلفية التاريخية إلى القول بأن الحزب الوطنى مع الرئيس السادات، لم يكن مختلفاً عن الحزب الوطنى الذى ترأسه مبارك فيما بعد وطوال ثلاثين عاما، وتأسيسا على ذلك، فإن قول طلعت السادات بأنه سيعيد الحزب إلى سيرته الأولى أيام عمه، هو قول ليس فى محله، ويمكن فهمه فقط فى إطار العواطف المنحازة من ابن الشقيق إلى العم.
يحتاج طلعت السادات فى بناء الحزب الوطنى من جديد أن ينفضه من كل ماضيه، بما فيه ماضيه مع الرئيس السادات، فهو حزب ولد فى حضن السلطة شأنه فى ذلك، شأن أحزاب معارضة أخرى ولدت بقرار سياسى، فلم تستطع إحراز مكاسب جماهيرية تذكر، ويحتاج طلعت السادات بعد تنفيض "الوطنى" من ماضيه السيئ، أن يبنيه طبقا لبرنامج جديد وعناصر جديدة، تعى أن عصر الغنائم الحزبية قد ولى، وتلك مهمة صعبة لكنها ستكون ترجمة فعلية لمقولة "على قدر أهل العزم تأتى العزائم".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة