◄◄ تل أبيب وضعت خطة «حقل الأشواك» لطرد سكان غزة.. وخبير إسرائيلى ينبه إلى انشغال المصريين لتنفيذ السيناريو
> >
وسط حالة من الخلافات بين المحللين العسكريين الإسرائيليين حول شن حرب إسرائيلية جديدة على غزة مثل التى شنتها فى عام 2008 تحت اسم عملية «الرصاص المصبوب»، خاصة بعد تكرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، بالقرب من الحدود المصرية.
قال المحلل العسكرى الإسرائيلى إيلام شراج فى صحيفة «هاآرتس» إن ما يجرى فى قطاع غزة حاليا ليس سوى مقدمة الجزء الأخير من خطة إسرائيلية تدعى «حقل الأشواك»، وتهدف إلى التخلص نهائيا من غزة كجزء من المناطق الفلسطينية وإجبار أكبر عدد ممكن من سكانها على الرحيل باتجاه مصر، وانتهاز مرحلة المخاض الثورى وانشغال المصريين بالأمور الداخلية، بالضغط على الفلسطينيين للفرار من نيران إسرائيل إلى سيناء.
ويستند المحلل الإسرائيلى على دراسة قام بها الباحث الأمريكى أنتونى كوردسمان عام 2000 حول مستقبل الدولة الفلسطينية، ولفت إلى أن كوردسمان استعرض فى تلك الدراسة خطوات عملية «حقل الأشواك»، التى لم تكن بحاجة إلى موافقات حكومية رسمية لإطلاقها، بل اعتمدت على ردود فعل القوات الإسرائيلية على جميع العمليات التى تنطلق من قطاع غزة بمباركة أوروبية.
ويستند شراج إلى معلومات تشير إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية اتخذت من إطلاق صواريخ القسام ذريعة لتعبئة الجيش، حيث سيجد جنرالات إسرائيل المبررات الكافية للقيام بأى عملية عسكرية كبيرة على نطاق واسع، فى حين لن يجد الفلسطينيون سوى الحدود المصرية لعبورها بحثا عن ملاذ آمن.
بينما توقع خبراء فى الشؤون الإسرائيلية عدم نشوب حرب جديدة فى قطاع غزة خوفا من ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل، فضلا عن قرب اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية.
وقال الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن عملية حقل الأشواك إنها مخطط صهيونى قديم ومعروف، لكن استبعد أن يتم فى الوقت الراهن حيث إن مصر لن تسمح بتنفيذ هذا المخطط فى ظل الأوضاع التى تمر بها المنطقة.
وأضاف جاد أن إسرائيل تعى تماما أن الوقت غير مناسب لهذا المخطط لأنها تعلم أن الأوضاع من حولها تشهد حالة من التوتر، وتخشى أن تتعرض لأى رد فعل لا تتحمله، موضحاً أن ما تقوم به إسرائيل من عمليات قصف لقطاع غزة هو حرب نفسية تقودها ضد حركة حماس.
وأشار جاد إلى أن العملية العسكرية التى شنها الجيش الإسرائيلى فى ديسمبر من عام 2008 على القطاع لن تتكرر مرة أخرى رغم أن الأجواء الراهنة تساعد إسرائيل على ذلك حيث إن الشعوب العربية المحيطة بإسرائيل منشغلة فى الإصلاحات السياسية كما فى مصر، والمظاهرات فى سوريا والأردن وغيرها.
وشدد جاد على أنه طالما لم تحدث الصواريخ التى تطلقها حركة حماس على إسرائيل خسائر مادية وبشرية كبيرة فإنها تكتفى بالرد فقط.
ومن جانبه قال السفير محمد بسيونى، سفير مصر السابق لدى تل أبيب، إن إسرائيل لن تستطيع شن عملية عسكرية جديدة على غزة، خوفا من الانتقادات الدولية حيث إن الدول الأوروبية فى الوقت الراهن تدعم الشعوب الساعية نحو الديمقراطية، لذلك فإن المجتمع الدولى يخشى أن تضيع مصداقيته إذا ما غض الطرف عن إسرائيل، والدولة العبرية تعى ذلك جيداً.
وأضاف بسيونى أن على إسرائيل أن تعلم جيداً أنه طالما هناك احتلال فهناك مقاومة، لكن يجب أن تكون المقاومة محسوبة وألا تعطى مبرراً لإسرائيل لشن هجوم عسكرى على القطاع.
وأكد بسيونى أن تل أبيب تخشى كذلك من أن تؤدى أى حرب فى غزة لكسب عطف دولى تجاه الفلسطينيين فتقوم بعض الدول بالاعتراف بدولة فلسطينية، خاصة أن الأمم المتحدة تنوى الاجتماع فى سبتمبر القادم للإعلان عن قرار بإقامة دولة فلسطينية وإعلان الرئيس الأمريكى نهاية العام الماضى أنه يرغب فى رؤية دولة فلسطينية لها علاقات دبلوماسية.
وأوضح بسيونى أنه على الرغم من أن إسرائيل لها نفوذ دولى لكن ذلك له حدود وتعلم أنها لا تستطيع أن تتجاوز هذه الحدود خشية من انتقادها دولياً، كما أن الخارجية المصرية تلعب دوراً فى الضغط على إسرائيل لمنع نشوب حرب فى القطاع، مشيراً إلى أن القاهرة تحترم اتفاقية السلام مع تل أبيب إذا لم تمس الدولة العبرية أمن مصر القومى.
وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى قال إن الجيش الإسرائيلى لن يتوانى عن تشديد ضرباته على قطاع غزة، وسيواصل الجيش عملياته ضد غزة خلال الأيام القادمة.
كما صرح عاموس جلعاد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع إن إسرائيل لن تتراجع عن شن عملية عسكرية ضد حماس حتى ولو اعتذرت الحركة علنا عن جريمتها، موضحاً أن استهداف المدنيين الإسرائيليين غير مقبول لدى الحكومة فكيف من قتل أطفالاً؟.
وأشار جلعاد إلى أن هناك نية لدى حماس لقتل الأطفال لأن هدفهم هو قتل المدنيين، مشدداً على أن الحل الوحيد لردع حماس هو تلقينها درساً أليماً.
وأوضح جلعاد أن هناك من يرددون أن الجيش الإسرائيلى سيشن هجوماً على غزة مثل عملية «الرصاص المصبوب» فى ديسمبر عام 2008، والحقيقة أن الجيش مستعد لأشرس من ذلك ويضع جميع الخيارات أمامه.
اجتياح غزة.. خطة إسرائيل للضغط على الفلسطينيين للفرار إلى سيناء
الجمعة، 15 أبريل 2011 12:08 ص
نتنياهو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة