لا أمل لهذا البلد مع تغوّل جماعة "الإخوان" وتمددها فى الشارع، ومهما حاول قياديوها الأكثر حنكة وتدريباً إخفاء الوجه الشمولى العنيف للجماعة، ظهر من رجالها من يفصح عن هذا الوجه بتصريح هنا أومقوله هناك، بما يؤكد أن الحرية السياسية لا تنفع مع هذا التيار المتطرف الذى كان ومازال الرحم لجميع الفصائل العنيفة التى خصمت من رصيد البلد والمجتمع وعطلت تطوره فى حروب وصراعات وهمية لعقود طوال.
التصريحات الأخيرة للدكتور محمود عزت نائب مرشد الإخوان وسعد الحسينى عضو المكتب، حول تطبيق الحدود وإقامة الإمارة الإسلامية فى مصر وكذلك دعوتهما لجميع التيارات المتأسلمة إلى اليقظة وعدم الركون أوالنوم خلال المرحلة المقبلة ،حتى اكتمال اختطاف مصر إلى دولة طالبان فى أفغانستان، إن هى إلا تصريحات تؤكد أن هؤلاء الناس لا يعرفون دستوراً ولا قانوناً ولا تداولاً سلميا للسلطة ولا مشروعاً لدولة مدنية مرتجاة، إن هم إلا وكلاء للتخلف، ضد الحضارة وضد بناء مستقبل جديد يبتغى أن نكون جزءاً من العالم المتقدم على أساس من العلم وسيادة القانون.
لا تصدقوا ما يسوقه المحنكون من قيادات هذه الجماعة ، من تواؤمهم مع أهداف ثورة 25 يناير التى قامت على الحرية والعدالة الاجتماعية والتعددية السياسية والتداول السلمى للسلطة.
لا تصدقوا التصريحات التى أطلقوها سابقاً يؤكدون فيها قبولهم للدولة المدنية، إن هى إلا تكتيكات حتى نقبل بهم على أرضية المنافسة الشريفة، فإذا احتلوا الأغلبية البرلمانية قلبوها ملكاً عضودا وديكتاتورية وهابية متطرفة
لنضع إلى جوار تصريحات عزت والحسينى، تصريح المرشد محمد بديع الذى يحرم فيه على أعضاء الجماعة الانضمام إلى أى حزب قائم على اعتبار ذلك غير جائز شرعاً، وإلى جواره نضع التصريحات المتواترة، عن عدم جواز ترشح الأقباط والنساء للرئاسة وغيرها من المناصب القيادية الرفيعة ،ناهيك عن تغذية النعرات المتطرفة لدى عموم الناس الخارجين تواً من حكم شمولى زاخر بالفساد لا يجدون أمامهم سوى اللجوء إلى الله ومن يقدمون أنفسهم باعتبارهم وكلاءه على الأرض والحاكمين بكتابة.
هذا المركّب من التطرف الممتزج بالتمييز على أساس الدين والنوع، والذى لا تفتأ " الإخوان" على إعلانة وتسويقه باعتباره المشروع الشعبوى الملائم للمرحلة المقبلة خطر كبير على البلد فى مرحلته الانتقالية، ويؤكد استحالة احتواء "الجماعة" فى المجتمع وفى إطار دولة مدنية عصرية ، فهم يؤكدون كل يوم أنهم إما فى مربع القامع أو المقموع ، ولا خيار ثالث
والأخطر من ذلك أنهم لا يقدمون للناس سوء أجندة جدلية معطّلة، تقوم على صناعة الانقسام والفتنة، أنت مع تطبيق الشريعة أم ضدها؟ أنت مع الإمارة الإسلامية أم ضدها؟أنت مع الدولة الإسلامية المدنية على غرار الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمى حسب تفسير قيادات الجماعة أم لا؟ لكن لا برنامج جوهرى للبحث العلمى، لا انشغال حقيقى بالقضايا الاقتصادية، لا علاج ملموس لقضايا البطالة، لا إصلاح مقترح لبرنامج الرعاية الصحية، لا خطة للعلاقات الخارجية على المستويات العربية أو الإسلامية والإقليمية، لا مجال للحديث عن ثرواتنا وحقوقنا المائية وسبل الحفاظ عليها وتعظيمها
أنت مع جماعة الإخوان مختطف لقضايا بدائية، وكل برامجك التنموية معطلة لصالح المعارك الكبرى الزائفة التى لا يستفيد منها سوى رعاه القطعان فى مكتب الإرشاد والذين لن يكونوا أبداً رعاة لهذا البلد!.
أعلم ان كلامى الصريح المباشر سيغضب الكبار فى الجماعة المتطرفة، وسيطلق علىّ الصغار بلعناتهم المضحكة، لكن الدرس الذى تعلمناه خلال الشهور الثلاثة الماضية يجعل سهام الإخوان كبارهم وصبيانهم، ألعاباً لا تخيف، والله من وراء القصد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة