تعمل قيادات جماعة الإخوان على تسخين الأجواء تدريجياً حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك على عدة محاور خطرة، الأول هو دغدغة واستنفارالمشاعر الدينية الراسخة لدى عموم الشعب المصرى بأن يصوروا الأمر وكأن المجتمع يتعرض لحرب دينية ، يأخذون هم بالطبع جانب المدافع عن حق الأغلبية فى حماية ثوابتها ومعتقداتها، ضد ما يصورونه بأنه هجوم وافتئات على هذا الحق.
والثانى هو التكفير بالتلميح دون التصريح، فأعضاء جماعة الإخوان، رغم قلة عددهم قياساً إلى عدد السكان إلا أنهم ينصبون أنفسهم متحدثين باسم الأغلبية الصامتة، رافعين شعار عموم المسلمين والدستور الذى يحدد هوية الدولة، ، ثم فى خطوة تالية ، يصنفون خصومهم ما بين علمانيين وشيوعيين وأصحاب حساسيات ضد دينهم، ليضعوا بذلك عموم المصريين فى موقف المضطر للدفاع عن عقيدته أولاً ثم إجبارهم على الجدل انطلاقا من أرضية دينية حتى فى القضايا السياسية الخلافية، وعند أول خلاف تبدأ عمليات الاغتيال والتصفية، بالتنميط فى مربع اللادينى أو العلمانى أو صاحب الحساسية الخاصة تجاه القرآن الكريم والدين الإسلامى!
أما المحور الثالث، فيتعلق باختطاف العملية الانتخابية المقبلة والبلد بكامله إلى صراع طائفى بعيد تماماً عن الخطط والبرامج التى تتصدى للقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأكثر إلحاحا، أوتعمل على عرضها عرضاَ وافياً على المصريين قبل الانتخابات ليختاروا من يمثلهم على أساس مدى ملاءمة وتناسب ما يعرضون من خطط وبرامج مستقبلية وخدمية ومدى قدرتهم على تنفيذها.
على العكس من ذلك، ولفقرهم الشديد فى التصدى للقضايا الأكثر إلحاحاً ومساساً بالمواطنين، يسعون لتحويل المعركة الانتخابية المقبلة إلى معركة زائفة بين الخير والشر ،بين المتدينين وغير المتدينين، بين ما يسمونه بالدستور الإسلامى والدستور الوضعى المستورد ، بين حزب الله وحزب الشيطان!
من هنا وحتى الانتخابات المقبلة، نحن جميعاً على موعد مع مثل هذه القضايا التى لا محل لها من الإعراب وسط مشاكلنا الجمة وقضايانا الأكثر إلحاحاً، يثيرها هذا القيادى أو ذلك المتحدث فى ندوة أو برنامج ثم يعقبها جدل بيزنطى لا ينتهى إلا وفق معادلة: أنتم مع القرآن أم ضده؟
وقل لى بالله عليك كيف ترد على هذا السؤال الذى يشكك فى عقيدتك لمجرد طرحه ، وإذا قلت أنا مع القرآن لكنى لست مع اختطافك لتفسيره وتأويله أو تنصيب نفسك حارساً له،لنحتكم إلى الدستور والقانون ، يقول لك بأى مشروعية تتحدث، مستأثراً بالمشروعية كلها لنفسه وجماعته وأبواقه الجاهزين للدفاع والهجوم دون أن يحاولوا معرفة ما يدافعون عنه وماذا أو من يهاجمون ،والمجد لحركة القطيع!
الشعب يريد إسقاط "الإخوان"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة