قررت أن أحكى لأولادى كل يوم قبل النوم حدوتة علاء وجمال مبارك، عملاقا الاقتصاد العصاميان، وكيف بدأت رحلتهما إلى الثراء والمليارات من مخصصات قليلة للغاية، لا تتعدى مئات الجنيهات هى مصروفهما من السيد الوالد، لكنهما لنبوغهما وعبقريتهما، استطاعا فى سنوات معدودة أن يضعاً القرش على القرش والجنيه على الجنيه، وأن يبنيا إمبراطورية مترامية الأطراف من الاستثمارات فى مصر وقبرص وإنجلترا!
أقول لأولادى لا أريد منكما أن تتوسعا كل ذا التوسع ولا أن تنجحا كل هذا النجاح الذى حصده الإبنان الذهبيان علاء وجمال، لا ، فالعبقرية نعمة لا تمنح من الخالق بالتساوى بين أبناء الناس، فليس الصفوة كالحرافيش، وليس الرؤساء كالغفراء ولا أصحاب الضربات الجوية مثل أصحاب الأزمات القليبة، لا يا أبنائى اكتفوا بالتوسع داخل مصر فحدودها مترامية وساحلها الشمالى ممتد وشرم شيخها متاحة وغردقتها مباحة وأسوانها وجزرها استراحة!
انظروا يا أبنائى ماذا فعل الذهبيان جمال وعلاء بمصروفهما ،الأول اشتري عدداً قليلاً من الأسهم فى شركات تستثمر فى البورصة بقبرص وبريطانيا، واستطاع إدارتها بعبقريته لتنمو وتربح و لم يتعجل القطاف والربح السريع مثل أجانب بورصتنا الذين يتكالبون على البيع منذ يومين حتى صبغوا مؤشرنا بالأحمر الدامى، لا لا ،جمال على العكس منهم، انتظر وصبر وبأرباح الأسهم اشترى أسهماً جديدة فى الشركات نفسها لأنه لا يراهن إلا على الجواد الرابح، وعندما ناداه بلده منذ عشر سنوات تقريباً لم يتأخر فى تلبية النداء، لأنه شرب من نيله وغنى له فى مرات كثيرة وشجع منتخبه الكروى فى المباريات الحاسمة، وباع أسهمه فى جميع الشركات والصناديق والشركات الأجنبية التى تورطت فى نزاعات وقضايا مع الحكومة المصرية أو لم تتورط، وجاء بها إلى السوق المصرية الواعده، السوق البلدى ورجال الأعمال الشركاء الجدعان أولاد البلد والأجانب المقيمين على أرضها الطيبة فشارك وضارب واشترى وتوسع وتوغل وانتشر ،لكن كله بمجهوده وعرقه حتى مساعدته لبابا حسنى كانت لوجه الله، وانظروا يا أبنائى إلى حجم ثروته الآن .. ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
أما الابن الذهبى الثانى علاء، فأنتم بالقطع تعرفون شهامته وطيبته وصورته الحلوة المرسومة فى كل وسائل الإعلام، هو الآخر، ولد ومعه الهبة الإلهية الفارقة، عبقرية إدارة الأموال والتقاطها، لم ينخرط فى سياسات بابا أو جمال أو ماما هو مولود بيزنس مان صاحب رؤية اقتصادية استشرافية عميقة ذات أكثر من اتجاه موجه وغير موجه، ووفق هذه الرؤية وضع كل مصروفه فى الأراضى الجديدة، ومن خلال عبقريته فى الاتصال والعلاقات العامة المحلية والدولية استطاع التعرف على صفوة رجال المال والأعمال والدخول معهم فى شركات هم بفلوسهم وهو بمجهوده ورؤيته ومعلوماته وتسهيلاته، وهكذا أصبحت جنيهات المصروف مليارات واستثمارات عقارية وأراضى وحسابات بالمعروف!
أرأيتم يا أبنائى كيف يعمل العقل السليم فى المصروف الملاليم، ليس بالضرورة أن أترك لكم ثروة حتى تصبحوا مليارديرات، إذا كان بإمكانكم أن تصنعوها بأنفسكم، لكن تبقى كلمة واحدة كيف تتجنبون سجن طرة فى نهاية الطريق؟
بصراحة ، لا أعرف ، الأمر يتوقف على اللحظة المناسبة التى تستطيعون فيها التوقف عن استعمال عبقريتكم وأن تقولوا: كفاية.. حرام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة