هل تجدون هذا العنوان غريباً؟ لا تستعجلوا وفكروا بهدوء فى ضرورة أن ترتفع كافة القوى السياسية إلى مستوى العهد الجديد الذى يقف البلد على أعتابه، إما أن ندخله جميعاً بروح متخلصة من شوائب وعثرات الماضى لنسطر معاً حياة سياسية تنافسية وشفافة، أو أن يعيد كل حزب وقوة إنتاج تاريخه وعلاقات صراعه مع القوى الأخرى بهدف الثأر لنفسه مما يعتبره ظلما تاريخيا حاق به، وهنا الكارثة التى قد تجرف أمامها المعجزة التى حققها الشعب المصرى كله فى 25 يناير وما بعدها.
أدعوكم للتفكير فى عدة أمور وتساؤلات ترتبط بعنوان المقال، لعل أولها يتعلق بما تعنيه كلمة وموضع "جماعة" بين الكيانات والتنظيمات السياسية المشروعة؟
هل حان الوقت كى يفكر قادة "الجماعة" والمنتسبون إليها فى طى صفحة الماضى بكل أخطائه وجرائمه ومحنه واستشراف صفحة جديدة من العمل الوطنى بالاشتراك مع مختلف القوى السياسية على أرضية من المساواة والالتزام بالدستور والقانون؟.
ما معنى الاحتفاظ "بالجماعة" فى الوقت الذى يتم فيه إشهار حزب سياسى جديد، هل الحزب فرع جديد لجماعة الإخوان، لتصبح "جماعة بروحين" مثلاً؟ أم أن "الجماعة" ستتحول تدريجيا إلى الغرفة الخليفة للحزب، بتعبير آخر "التنظيم " المعلن؟.
ماذا يعنى مسمى "المرشد العام" بسلطاته الدينية والسياسية، أهو رئيس حزب أم رئيس مجلس إدارة الجماعة أم أنه التوصيف السنى المقابل لتوصيف الولى الفقيه أو آية الله العظمى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما حاجتنا إلى مثل هذا التوصيف ونحن على أعتاب عهد جديد نرجو أن يكون معبرناً إلى العالم المتقدم، ومتى يسقط الاعتقاد الفاسد بأن أى نقد أو محاسبة لقيادات "الجماعة" يعنى الاعتداء على الشريعة الإسلامية أو توجها ضد القرآن الكريم؟.
ألا يعنى التمسك بوجود "الجماعة" بمثابة مبرر لإطلاق كيانات مشابهة لإغراق الواقع السياسى، "الشبان المسيحيين" مثلاً وغيرها من الجماعات الدينية، أو ذات الصبغة الدينية، وبدلاً من الفصل بين العمل السياسى والعمل الدعوى والتبشيرى نكون أمام تجذير للدولة الدينية رسمياً؟.
هل ترون أن حل الحزب الوطنى وحده يكفى لإسقاط النظام البائد، أم أن الأمر يقتضى إذا كنا جادين فى بدء عهد جديد معاً، أن نسقط "فلول الوطنى" وكذلك اللاعبين الأساسيين للنظام البائد وأعنى بذلك المعارضة المستأنسة فى الأحزاب البائدة التى كانت تفخر بمقولة الرئيس المخلوع بأنها جزء من نظامه وكذلك "جماعة الإخوان"، الفزاعة التى كان النظام يستخدمها للسيطرة، تارة بضرب كوادرها وثارة بالتفاهم والتراضى بين أجهزته الأمنية وهذه الكوادر نفسها!.
هل ترون أن "ربيع الإخوان" القصير الذى نعيشه الآن مرشح للاستمرار والتنامى حقاً، ليصبح جميع فصول السنة فى مصر، ثم نتحول بعد امتلاك "الجماعة" الأرض حسب تعبير الدكتور محمود عزت، إلى غزة حماس أو أفغانستان طالبان، أم أن هذا الحلم ضد نواميس الكون فى الأرض وضد التكوين المصرى الوسطى، وأن الشتاء قادم قادم، وعلى الجميع أن يستعد له بإعمال العقل والتدبر فى آيات الله وسننه ودروس التاريخ.
هل تعتقدون أن حل جماعة الإخوان لابد أن يأتى من سلطة حاكمة كرئيس الوزراء أو رئيس الدولة مثلما تم فى عهدى النقراشى باشا وعبد الناصر أم أن الفطنة تقتضى الآن قبل أى وقت أخر أن يكون حل "الجماعة" قرار إخوانى تاريخى يغلق كتاب المؤسس حسن البنا وحلمه بجيل الجهاد وجيل الانتصار الذى يعلن الخلافة الإسلامية، وأن نبدأ معا صفحة جديدة من العمل السياسى، بعد توفيق الأوضاع حسب الدستور والقانون، دون ادعاءات التحدث باسم الإسلام زوراً وبهتاناً من قبل أفراد ليس لهم عصمة لأنبياء ولا مكان القديسين.
عن نفسى، سأبدأ فى اقتراح إجابات عن جميع الأسئلة السابقة تباعاً، ومع اقتراحى هذه الإجابات، أتقدم بدعوى قضائية بصفتى مواطنا مصريا صاحب مصلحة فى إرساء الدولة المدنية الملتزمة بالدستور والقانون، لحل جماعة الأخوان المسلمين أسوة بالحزب الوطنى الغابر، وأدعو منظمات المجتمع المدنى والوطنى إلى رفع دعاواهم المستقلة أمام القضاء المصرى العظيم لحل "الجماعة"، استرشاداً بالضمانة التى أعلنها المجلس العسكرى فى بياناته المتتابعة، من أن مصر لن تكون أبدا دولة دينية.. والله من وراء القصد هو يهدى السبيل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
انور محمد
حل الاخوان المسلمين والتيار الدينى فى تركيا صوفى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شيخون
كلام ليس فى محله