د. فتحى حسين

حزب المتخفين بالملايات والجاكيتات!

الثلاثاء، 26 أبريل 2011 12:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مشهد غريب وجديد يتكرر أمامنا فى هذه الأيام، فى إطار حملة التطهير والتنظيف التى تقوم بها الحكومة الجديدة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والنائب العام لعناصر الفساد فى المجتمع بعد الثورة المجيدة، وهو قيام بعض أفراد الحراسات الخاصة والأهل بتغطية فتحى سرور وزكريا عزمى وصفوت الشريف وغيرهم من كبار رجال النظام السابق، بالملايات والجاكيتات وأجساد البشر، لإخفائهم عن عدسات المصورين.. حتى اعتقدنا بأنهم سوف يكوّنون حزبا جديدا اسمه حزب التخفى بالملايات والجاكيتات وأجساد البشر، الذين بدأوا فى استعراض برنامجه قبل دخولهم إلى مكتب تحقيقات النيابة العامة، بعد أن كانوا ملء السمع والبصر والفضائيات والمناسبات المختلفة، وكانوا يجيدون التمثيل أمام شاشات التلفاز، بشكل متقن يستحقون عليه جائزة كبرى كالسعفة الذهبية أو الهرم الذهبى، كما كنا نرى فى مهرجان السينما، فى تصنيف أفضل ممثل، و فى أكبر مهرجانات العالم الفنية، مثل مهرجان كان السينمائى! يا سبحان الله هؤلاء الذين كانوا لايملون من الوقوف أمام كاميرات التصوير، أصبحوا اليوم يتخفون منها ويتغطون بالملايات، مثلهم مثل الذين يتم ضبطهم فى قضايا آداب وممارسة دعارة، ولكنها دعارة سياسية وجنائية ونصب حقيرة، أضرت بالشعب كله من أصغره لأكبره!

تأملت كثيراً تلك الصور التى تم نشرها لهؤلاء تحت الملايات وقلت لنفسى، ألم يفكر هؤلاء فى هذا المصير ولماذا لا يتعظ آخرون؟!.. هذا صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، الذى كانت هوايته وصناعته الكاميرات والعدسات يصل به الحال إلى التخفى منها بالملاية.. وفتحى سرور الذى كانت ترتفع معنوياته عندما يعلم أن جلسة مجلس الشعب منقولة على الهواء ويبتسم للكاميرات والعدسات، ويفرح "بالشاكوش" الذى كان يمسك به على منصة المجلس وقبل أن يأخذ نتيجة الاستفتاء على قانون قدمه حزب الحكومة يقول موافقة!! فقد أصبح متخفياً تحت الملايات.. زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الذى كان ملكاً متوجاً على العرش تطارده العدسات والكاميرات وهو سعيد، وكان يتباهى بأنه يقول عبارته المشهورة التى تلقفتها الصحف ووسائل الإعلام المختلفة والمقالات الصحفية وهى عبارة فى إحدى جلسات مجلس الشعب "أن الفساد فى المحليات وصل إلى الركب"، أصبح يلجأ للملايات لكى لا تظهر صورته للملايين من المشاهدين وقراء الصحف، يا سبحان الله، ألم يكن بين هؤلاء وغيرهم ممن يقبعون حالياً فى سجن المزرعة بطره واللاحقون بهم قريباً عاجلا أم آجلا.. ألم يكن بينهم رجل رشيد يحذرهم من هذا المصير المحتوم ألم يكن هناك عاقل يقول لهم إن هذه ستكون النهاية المحتومة لكم ولكل من ظلم وسرق واستباح وأهدر مال الشعب وترك آلافا يموتون انتحارا لأنهم لا يستطيعون توفير احتياجات أبنائهم من الطعام والشراب وملابس المدرسة والعيد، وآخرون يموتون لأن ليس معهم المال للعلاج بالداخل أو السفر للخارج ,أو من يتوقون إلى شقة صغيرة من الشباب للزواج والاستقرار بعد أن بلغوا سن الأربعين دون زواج، أو فرصة عمل بجنيهات قليلة تحفظ ماء وجههم وتمكنهم من العيش بشكل كريم، وآخرون يعالجون من الكبد الوبائى والسرطان والفشل الكلوى من المبيدات المسرطنة التى أدخلها نظام مبارك إلى البلاد والمياه الملوثة التى يشربها المواطنون فى العشوائيات والمناطق الفقيرة والمتوسطة.. ألم يكن هناك من يستمع للصيحات والتحذيرات.. ألم يكن هناك من يقرأ التاريخ ويعرف نهاية الطغاة والمتكبرين.. آه لو كان هناك هذا الرجل ما كانت نهايتهم جميعاً تحت الملايات والجاكيتات وأجساد الأفراد من الحراسات! فهم يعيشون الآن فى مهانة وذل وانحطاط، وينامون فى غرفة للسجن مساحتها مترين، ويتمنون الرجوع إلى ما كانوا عليه فى الأول، ويخرجون من حبسهم ويردون للشعب ما سرقوه ولكن هيهات، فهم يمكرون ولكن الله خير الماكرين، وما ربك بظلام للعبيد.. ألم يقرءوا الآية القرآنية العظيمة للمولى عز وجل: "فأين تذهبون".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة