سعيد الشحات

ثورة 25 يناير فى الزمالك والأفريقى

الأحد، 03 أبريل 2011 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1972 على ما أتذكر كانت هناك مباراة كرة قدم بين الزمالك والأهلى، وكان مروان كنفانى السياسى الفلسطينى الآن، هو حارس مرمى الأهلى، وبعد تسجيل لاعب الزمالك الناشئ وقتئذ فاروق جعفر هدفا فى مرمى الأهلى من ضربة جزاء احتسبها الحكم الديبة، انقلبت المباراة إلى معركة بين اللاعبين والجماهير، أدت إلى توقف الدورى ثم إلغائه.

وبعد 39 عاما اقتحمت جماهير الزمالك الملعب أمس فى مشهد مؤسف، للاعتداء على لاعبى الأفريقى التونسى وحكم المباراة، وعلى الفور رأى البعض أن هذا من نتائج ثورة 25 يناير، وبين ما حدث فى مباراة مروان كنفانى وفاروق جعفر عام 1972، وما حدث فى مباراة الأمس، شهدت مباريات أخرى أحداثا مؤسفة، وللتذكير كانت هناك فى السبعينيات من القرن الماضى أيضا مباراة بين الزمالك ودركلا براغ بطل دورى تشيسلوفاكيا، ولم تتحمل المدرجات ازدحام الجماهير، فانهار جزء منها مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وفى العامين الأخيرين حدثت اشتباكات بين جماهير الأهلى والإسماعيلى، وليس بعيدا عن ذلك ما حدث فى مباراة مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم الماضية، والتى شهدت فى القاهرة القذف بالحجارة على أتوبيس الفريق الجزائرى من مشجع مصرى، وتم استكمال المشهد المؤسف بين البلدين عقب مباراة أم درمان، الأمثلة التى يمكن ذكرها فى ذلك كثيرة، بما يعنى أنها أحداثا تقع فى عالم مباريات كرة القدم، وليس معنى ذلك القول بأنها ظواهر صحية، فالأساس فى التشجيع الرياضى هو التحلى بروح النصر والهزيمة والأخلاقيات النظيفة ، لكن أن يتم الربط بين ما حدث عقب مباراة الزمالك والإفريقى وثورة 25 يناير فهذا هو التعسف بعينه ، فأجمل ما يربط بين الشعبين المصرى والتونسى الآن ، أنهما استطاعا تفجير ثورتين، وإسقاط حاكمين بتحضر وشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.

الربط السريع بين ما حدث أمس وبين الثورة ، قد يقودنا إلى منطق سريع آخر مضاد وهو، أن إبراهيم حسن مدير الكرة بالزمالك الذى دعا جماهير الزمالك إلى النزول لأرض الملعب أسوة بما حدث فى المباراة التى جمعت الفريقين فى تونس، قد يعتبره البعض من رجال الثورة المضادة، خاصة وأنه وشقيقه حسام حسن المدير الفنى للفريق ممن هاجموا الثورة ورمزها ميدان التحرير، المنطقان غير صحيحين، ولكن الأجواء العامة وما فيها من ظواهر سلبية من عدم الضبط الأمنى فى الشارع ، هى التى تدفع إلى التسرع فى إطلاق المنطقين، وإغفال أن الأصل فى الموضوع هو مباراة كرة قدم، يضبطها أولا يضبطها حالة الشحن السائدة، التى تتم دون الالتفات إلى أن هناك مشاكل مطروحة تتطلب تكاتف الجهود، وأن الفوز بالمباراة هو هدف حقيقى لكن الخسارة لا تعنى نهاية المطاف، وبالتالى محاصرة المنافس بالضرب والشتم.

وأخيرا فإن والاحتكام فى مثل هذه الحالات إلى القانون الذى يحاسب المتسبب فيما حدث هو الوسيلة الرادعة لعدم التكرار سواء كان ذلك فى ثورة أولا ثورة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة