أمس الإثنين كان يوم المصارحة والمكاشفة، فما أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وما أعلنه فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر كفيل بطمئنتنا والإجابة عن كثير من الأسئلة التى كانت تدور فى أذهاننا، وكنا نود طرحها انتظاراً لردود شافية عليها لكنها معاً، المجلس العسكرى والإمام الأكبر سبقوا طرحنا للأسئلة والهواجس بالإجابات المطمئنة
بوضوح وحسم ، أكد المتحدثون باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن مصر لن يحكمها خمينى آخر، يعنى لن تصبح دولة دينية المظهر كما تود وتسعى بعض التيارات، وفى الوقت نفسه لن يتم اجتثاث أى عنصر أو تيار من نسيج المجتمع المصرى، يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الخارجية المصرية استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية مع طهران رداً على دعوة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لإعادة العلاقات الدبلوماسية، وهذا هو التوازن الذى نريده.
بوضوح وحسم حدد المجلس العسكرى انحيازه لبناء الدولة العصرية المصرية التى تقوم على أسس من الحرية والديمقراطية مؤكداً أن البرلمان والرئيس المنتخبين فى نهاية العام الحالى وتشكيل جمعية تأسيسية لإعداد دستور جديد هى ركائز لهذه الدولة العصرية المرجوة ، وتحققها لا يعنى أن تسلم القوات المسلحة السلطة " وتذهب إلى شرم الشيخ" حسب تعبير اللواء إسماعيل عتمان، وإنما يتجاوز الأمر إلى وضع الضوابط التى تحفظ الدولة وتحميها من سيطرة التيارات المتطرفة، وهذا هو التوازن الذى نريده
بوضوح وحسم أعلن المجلس العسكرى أن الرئيس السابق حسنى مبارك لم يغادر مقر إقامته بشرم الشيخ إلى الخارج، وأنه لو طلب الإذن بالسفر لظروف صحية لتم إعلان ذلك بشفافية، وفى المقابل نفى "المجلس" عودة أى من أصحاب الأفكار المتطرفة من الخارج، فى إشارة إلى أعضاء الجماعات الفارين إلى أفغانستان وباكستان وألبانيا وبريطانيا، مع اتخاذ الإجراءت الكفيلة بمواجهة ذلك الأمر، وأن المدانين بأحكام قضائية ودخلوا مصر سينفذونها، وهذا هو التوازن الذى نريده.
بوضوح وحسم قال ممثلو المجلس العسكرى أن القوات المسلحة لا تحمى أحداً ولا تمنح حصانة لأحد، لا حسنى مبارك ولا حبيب العادلى الذى يحاكم حالياً فى واحدة من التهم الموجهة إليه ، وسيأتى يوم قريب سيحاكم فيه عن بقية الجرائم المنسوبة إليه وفى مقدمتها قتل المتظاهرين قبل وأثناء وبعد موقعة الجمل ،لكننا ،نريد وبشدة أن نرى العادلى يحاكم أولاً على جرائم قتل المتظاهرين ولتأت جريمة غسل الأموال أو سوء التخطيط أو تفريغ الداخلية فى نهاية سلسلة الاتهامات الموجهة إليه.
من ناحيته أراحنا الأمام الأكبر شيخ الأزهر عندما قال أنه ينام مستريحاً مطمئناً إلى أن التيارات السلفية المتعصبة ليس بمقدورها اختطاف الأزهر وفرض توجهها عليه، وهو قول نثق فى تحققه لما للأزهر الشريف من دور هام وحيوى فى الحفاظ على الوسطية والاعتدال اللذين يتميز بهما المجتمع المصرى بعيداً عن دعاوى التطرف المستوردة
ألم أقل لكم إنه كان يوم المصارحة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة