◄◄ تشرح موقفهم من المشاركة السياسية.. وتضع حلا للنزاع العربى الإسرائيلى بالعودة إلى الله
◄◄ توضح عالمية الإسلام والدليل فريضة الحج.. وضوابط الجهاد فى سبيل الله وفضل الشهادة
تنوعت مضامين كتب الدعاة السلفيين فى مصر وفقا لتنوع تلك التيارات ما بين التيار الشرعى والمدخلى والمستقل والحركى، فنجد من بين هؤلاء الدعاة من يحث الآخرين على تجنب المشاركة السياسية والتفرغ للتوعية والتثقيف الدينى وذلك على أساس أن التحليل السياسى له فرسانه، ومنهم من قام بتكفير الشيعة فى أعماله ليقف على جذور العداء المتأصل بين الشيعة وبينهم، ومنهم أيضا من حرص على ترهيب الناس من خلال تصويره لعذاب القبر وأهواله وكذلك فيهم من وضع حلا للصراع العربى الإسرائيلى الذى فشل فى إدارته كثير من الحكام العرب، بالعودة إلى الله والتضرع له.
وفيما يلى عرض لأشهر تلك الكتب التى توضح أيديولوجية وطريقة تفكير أصحابها الممثلين لمختلف التيارات وآرائهم فى الشؤون العامة السياسية والدينية والحياتية.
فى كتابه «حب الوطن الإسلامى من الإيمان.. هكذا ضيعوا الأوطان» يدعو الشيخ محمد بن سعيد رسلان،وهو واحد من أبرز رموز تيار السلفية المدخلية، إلى ضرورة الحفاظ على الوطن إسلاميا على اعتبار أن هذا جزء من تطبيق الشريعة الإسلامية محذرا من إلحاق الضرر بأى دولة شهدت الفتح الإسلامى وذلك لما قد يترتب عليه من فوضى تضيع مكاسب الإسلام التى تحققت فيها عبر قرون.
يجيب الشيخ محمد بن سعيد رسلان، فى كتابه «متى تعود فلسطين؟ على هذا السؤال الذى يحمل عنوان عمله، قائلا إن إعادة فلسطين واستردادها من القوات الإسرائيلية المحتلة يقتصر على العودة إلى الله وإدراك الطريق إليه محذرا من الابتعاد عنه والذى سيفقدنا كثيرا مما فى أيدينا.
ويشير رسلان فى كتابه إلى أن ما يحدث اليوم فى غزة ليس قضية معونات إنسانية أو قضية تتعلق بالنفس البشرية فى عمومها وليست قضية خيرية ينتدب لها ما ينتدب من أهل المروءة من أصحاب البذل والعطاء ولكنها قضية عقائدية تتعلق بالاعتقاد فى أصله وبالدين فى صلبه، ويوضح رسلان أن كافة المساعى الدولية لحل أزمة فلسطين لا تغنى شيئا وليست وسيلة للوصول إلى المطلوب لأنها بعيدة عن الأصل وهو التمسك بالهوية الإسلامية القائمة على نصرة الدين بصدق.
واستبعد رسلان فكرة استعادة الأراضى المحتلة طالما أن الشعوب بعيدة عن تطبيق الشرعية، متسائلا باستنكار: هل يمكن أن ينتصر شعب شاعره محمود درويش؟ إنما ينتصر شعب شاعره كحسان رضوان الله عليه موُحد مخبت منيب.
يتحدث الشيخ محمد بن حسين يعقوب، أحد رموز التيار السلفى المستقل، فى كتابه «أهوال القبر»، عن فزاعة الموت بادئاً عمله بالتأكيد على أن الحياة فانية لا أمل فيها ولا سبيل لنجاة الإنسان سوى مدى علاقته بربه، ويُرجع يعقوب فى كتابه سبب عدم التفات الناس إلى عظة الموت وما يحدث للموتى فى قبورهم إلى الحرب «الضروس» التى تشن على الإسلام مؤخرا.
ويعتمد يعقوب فى كتابه على أسلوب الترهيب مصورا مشهدا للإنسان وهو ينام فى القبر تلك الحفرة التى لا تتجاوز بضعة أمتار، لا يتحرك وجهه فيها يمينا أو يسارا ويبقى فيها وحيدا دون أهله أو ماله، كما يصف ما يلقاه من عذاب فى القبر إن كانت روحه خبيثة فتنادى عليه الملائكة بأقبح أسمائه فى الدنيا وتنتزع روحه كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتقطع معها العروق والعصب، على عكس صاحب الروح الطيبة ثم يستعرض يعقوب عقيدة أهل السنة والجماعة فى عذاب القبر وذلك للتأكيد على أن التصديق بأهوال القبور وعذابها واجب شرعى وجزء من الإيمان.
على عكس الطريقة التى اتبعها الشيخ محمد حسين يعقوب فى كتابه «أهوال القبر»، للترهيب من عذاب الموت وللتحقير من شأن الدنيا، جاء كتاب «لا تحزن وابتسم للحياة» للشيخ محمود المصرى والذى ينتمى لنفس تياره السلفى المستقل، ليتحدث عن أهمية أن يعيش الإنسان بأمل فى الحياة وأن يكون متفائلا مهما واجه من صعاب ومهما فقد من أشخاص أعزاء على قلبه.
فى هذا الكتاب يرفع المصرى شعار ابتسم للحياة فهى برغم ما فيها من الألم فهى إلى زوال ليبقى هناك جنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله للصابرين المحتسبين، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر.
أحمد فريد، هو أحد مؤسسى تيار الدعوة السلفية وله العديد من المؤلفات أشهرها على الإطلاق «الفوائد البديعة فى فضائل الصحابة وذم الشيعة» حيث أراد من هذا الكتاب تبرئة الصحابة، ممن وصفهم بالحمقاء والأغبياء «الشيعة»، كما أطلق عليهم أيضا الملحدين وذلك ليقر عين أهل السنة وليدافع به عن أصحاب النبى الذين ضحوا بدمائهم وأموالهم فى معارك كثيرة من أجل نصرة الدين الإسلامى، كما دعا الكاتب فى عمله بالشقاء عليهم لأنهم سبوا صحابة الرسول وخاضوا فى سيرتهم بدون علم.
«الرد العلمى على كتاب تذكير الأصحاب بتحريم النقاب» كل من يرفض ذلك بالفاسق الفاجر ردا على من ادعى فى أحد مؤلفاته بتحريم النقاب وأنه ليس فرضا على المرأة لباسه قام الشيخ محمد إسماعيل المقدم وهو أحد مشايخ تيار الدعوة السلفية بتأليف كتاب «الرد العلمى على كتاب تذكير الأصحاب بتحريم النقاب« حيث وصف «الشيخ المقدم» فى كتابه مؤلف هذا الكتاب وهو الدكتور إسماعيل منصور بأنه من المبتدعة الذين يريدون تكثيف الأمية الدينية ويحاولون تغريب الإسلام عن أهله.
وكان السبب فى هذا الهجوم هو أن إسماعيل منصور قال فى كتابه أن«المحجبة المنقبة آثمة عاصية مجرمة مستحقة لعقاب الله وغضبه بسبب ارتدائها النقاب» وهذا ما دفع الشيخ إسماعيل المقدم للتصدى له بتأليف كتابه «الرد العلمى على كتاب تذكير الأصحاب بتحريم النقاب»بأحاديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم وآيات من القرآن الكريم، ليبطل دعوته للفسق والفجور واصفا إياها بالدعوى الساقطة والكاسدة قائلا أن قاسم أمين وهو من أشد من ظلل المرأة - على حد قوله - لم يجرؤ على قول ما قاله مؤلف هذا الكتاب.
وفيما يخص مسألة التبرك، أشار الشيخ محمد صفوت نور الدين وهو أحد مشايخ تيار أنصار السنة المحمدية فى أحد مؤلفاته وهو «التبرك الممنوع والمشروع» إلى أن التبرك بأثر النبى أى زيارة قبره وقبر صاحبيه عمر وأبو بكر يعد تبركا مشروعا ولكنه نفى البركة عن كل من يتمسح بقبر النبى أو بالحجر الأسود مستندا فى ذلك على بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فضلا عن طلب الحجاج من الكعبة والدعاء منها والتبرك بكسوتها والتى يؤكد صفوت أنها بدع لم يأت لها رسول الله بأى وصية أو سلطان، مشيرا إلى أن اتخاذ القبور مساجد أمر حرمه الله ورسوله.
يستهل الشيخ محمد حسان وهو أحد مشايخ تيار الدعوة السلفية المستقلة كتابه «عالمية الإسلام» بعدد من آيات القرآن الكريم التى توضح أن الله أراد أن يكون الدين الإسلامى هو دين العالم كله.
كما أن يوم عرفات ذلك اليوم الذى يأتى فيه أناس من كل أنحاء العالم منهم من يصلى بالإنجليزية والفرنسية والألمانية كل هذه الألسنة مستحضرا عظمة الله الذى لا تختلف عليه اللغات ولا تشتبه عليه الأصوات.
كما شرح فى كتابه لماذا يأتى الناس لهذا المكان بهذا الزحام الشديد وذلك لأن مكة التى عرفت ببكة تعنى الزحام لأن البك فى اللغة هو الزحام، مؤكدا أن فريضة الحج هى أكبر الدلائل على عالمية الإسلام وإن لم تكن الشاهد الوحيد لكنها دليل واضح وصريح على أنه دين جميع خلق الله.
وفى قضية الجهاد فى سبيل الله قام الشيخ ياسر البرهامى وهو أحد مشايخ تيار الدعوة السلفية بتأليف كتاب «الجهاد فى سبيل الله ضوابط وواقع» حيث أشار فى كتابه إلى فضائل الجهاد والمجاهدين وفضل الشهادة، مؤكدا أن حب الجهاد فرض وكراهيته نفاق.
مؤكدا على أن جهاد النفس هو السبيل الوحيد للجهاد ضد من وصفهم أعداء الله داعيا شباب الأمة الإسلامية للهجرة بأنفسهم عما نهى الله عنه.
محمد اسماعيل المقدم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة