استشرف الكاتب المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة ما حدث فى مصر فى الشهور التى سبقت ثورة يناير وصاغها دراميا فى مسلسل "عصفور النار" قبل أربعة وعشرين عاما، ورصد فيه عكاشة ببراعة ما توقع أن يحدث فى مصر من تطورات وأحداث تؤدى لثورة عارمة ولسوء الحظ رحل الروائى الكبير العام الماضى قبل أن يرى صدق نبوءته.
المسلسل يرصد أحداث قرية الحلوانية التى هى صورة مصغرة من مصر وكان يحكمها العمدة صقر الحلوانى بالحديد والنار بعد أن قتل أخيه العمدة السابق واغتصب حكم القرية وكمم الأفواه ونفى كل من يعارضه وسمح لرجال الأمن أن ينشروا الفزع والرعب والنار فى كل منازل القرية واستسلم مع الوقت لآراء مستشاريه من أصحاب المصالح الخاصة الذين عاثوا فى القرية فسادا، مما أدى مع الوقت لزيادة الكبت داخل صدور الأهالى حتى جاء الشاب الحسينى مطالبا بحقه فى حكم القرية وكان بمثابة الشرارة التى دفعت أهل القرية للتمرد على الظلم وعدم الاستسلام للقهر، فاضطر العمدة وأعوانه لحرق القرية بالكامل ردا على مطالب الأهالى بترك السلطة، المسلسل رائعة درامية تستحق أن نشاهدها الآن بعيون ثورة يناير وتعرض حاليا حلقاته الأخيرة على قناة روتانا زمان، وقد جسد شخصياته ببراعة الفنان الكبير محمود مرسى ومعه فردوس عبد الحميد وأمينة رزق ومحمود الجندى وعبد الله محمود وأنور إسماعيل، ونخبة من الفنانين وقام بإخرجه باقتدار محمد فاضل ومن جانبى أتمنى عرض "عصفور النار" قريبا على كل محطات التليفزيون أملا فى ألا نرى بيننا صقر الحلوانى مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة