كلنا يعرف ويستشعر أن هناك خطراً يحيط بهذا البلد من الداخل والخارج، لكننا جميعا نعمل ونتحرك ونحيا دون أن نبذل ما في وسعنا لدرء هذا الخطر والاحتراز منه.
أصحاب المطالب الفئوية يخرجون للمطالبة بما يعتقدون أنه حقهم، والغاضبون من رؤسائهم يتجمعون ويعلنون ائتلافا وينظمون مظاهرة، السادة البلطحية وتجار المخدرات والهجامون واللصوص الصغار والكبار يمارسون نشاطهم بكثافة، وعند القبض عليهم أو احتجازهم، يتحرك أهلهم لتشكيل ميليشيات ومهاجمة أقسام الشرطة وإطلاق ذويهم
ضباط وأفراد الشرطة يعملون مثل المواطنين ولديهم قدر من المرارة والتشفي في المواطنين الذين ثاروا علي ممارسات بعضهم خلال الثورة، لذلك يريدون ، ولو من طرف خفي إجبار الناس علي الاعتراف لهم بالفضل ومناشدتهم العودة لأداء واجبهم، وكأن أداء الواجب بالنسبة لرجال الشرطة مرتبط بالتسلط والتعسف وليس بتنفيذ القانون بحزم علي الوجه الأكمل.
الأساتذة من وجهاء ومشايخ وكوادر الجماعات السلفية والإخوان اعتبروا أن المرحلة الانتقالية التي نعيشها وما تتسم به من سيولة وفوضي أحيانا، هى الوقت المناسب لاستعراض العضلات واختطاف الثورة الشعبية والمجتمع نفسه باتجاه استقطاب دينى حاد، هو بمثابة الكنز للفضائيات الدينية ونجومها الذين افتتحوا الموسم السياسي مبكرا بالدعوة إلي إعلان الولايات المتحدة الإسلامية، وبدء المواجهة بين الشريعة والديمقراطية، وما ينتج عن ذلك من تكثيف للخطب في الجوامع وافتتاح المقرات التنظيمية الجديدة وإصدار سيديهات التطرف ، وصولا إلي المساهمة في إشعال حرب إمبابة وفي الوقت نفسه الإسراع بالتطرف لإطفائها للظهور في صورة العناصر المؤثرة التي لا غني عنها للسلطة القائمة.
قل لي بالله عليك إذا كنت تنظم مظاهرة تطالب فيها سلميا بما تعتقد أنه مطالبك المشروعة، وعرفت أن هناك من سيستغل المظاهرة في أحداث عنف وتخريب، هل تستمر في التظاهر أم تعود إلى عملك وبيتك مؤجلا ما عزمت عليه حفاظا علي المصلحة العامة ؟
وأنت يا مولانا بالله عليك، إذا علمت أن دعوتك إلي فرض شريعة الله ، حسب تصورك أنت لتطبيقها ، سيتصدي لتنفيذها من يعصون الله ويخالفون تعاليمه، هل تستمر في دعوتك غافلا عما ينتج عنها من تدمير أم تعتمد مبدأ دفع الضرر مقدم علي جلب المنفعة؟
ثم ماذا ينتظر صناع القرار في المجلس العسكري والأجهزة التنفيذية في الحكومة لفرض القانون علي الجميع ؟ وأين معلومات وملفات جهاز الأمن المركزي الوطني الجديد وما دوره في مواجهة الأيدي الخفية وراء الأزمات التي تنفجر في وجوهنا كل يوم بقصد إضعاف الدولة المصرية وتركيعها، حتى أن البعض بدأ في التباكي علي هده النظام الساقط غير المأسوف عليه ؟
ماذا تنتظرون؟ طبقوا الأحكام العرفية في المرحلة الانتقالية أضربوا علي أيدي مثيري الفتنة، حجموا هذا المد الطائفي البغيض والناس مستعدة للتكاتف والمواجهة معكم ، وأتحدى أن يعلن أحد غير ذلك !
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة