أسبوع الفوضى وهروب المساجين فى مصر

الخميس، 12 مايو 2011 11:29 م
أسبوع الفوضى وهروب المساجين فى مصر بلطجة وأعمال شغب.. بلا رقيب
إبراهيم أحمد - تصوير: عمرو دياب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ معركة «شارع عبدالعزيز» تعيد القاهرة إلى زمن «الحرافيش».. ومحاولات فرار جماعية من أقسام شرطة شبرا الخيمة والطالبية والمرج والساحل والبدرشين ونقادة ونجع حمادى
معارك دامية تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة، وحالة من الفوضى تهدد بعودة القاهرة إلى زمن «الحرافيش»، ومحاولات متكررة ومستميتة لهروب المحبوسين من أقسام الشرطة.. هكذا ظهرت العاصمة فى صفحات الحوادث خلال الأسبوع الماضى، حتى صدر قرار مجلس الوزراء بالسماح للشرطة بالتعامل بالقوة مع أى أعمال بلطجة.

شارع عبدالعزيز بالموسكى شهد معركة استمرت لأكثر من 4 ساعات متواصلة بعد خلاف بين «عبده بيومى إبراهيم» وشهرته «منجة» وبصحبته صديقه الشهير بـ«بلحة» سمسارى زبائن من درب المهابيل، و«محمود» وشهرته بطيخة، وشريكه «قدرى» صاحبى فاترينة، لقيام الطرف الأول بمنع دخول زبائن إلى فاترينة الطرف الثانى، وهو ما تسبب فى مشاجرة بينهما، تعدى أصحاب الفاترينة عليهما، فقاما باستدعاء ذويهما من أهالى «درب المهابيل» لتبدأ معركة دامية بين الطرف الأول وأهالى منطقته، والطرف الثانى وأصحاب المحلات المجاورة له، استخدموا فيها كل أنواع الأسلحة النارية والبيضاء، مما أسفر عن إصابة 45 مواطناً و9 من أفراد الشرطة وتحطم 5 محلات وسيارتين.

وفى قسم شرطة المرج نجحت الأجهزة الأمنية فى إحباط محاولة جديدة لهروب المحجوزين والسيطرة عليهم بعد أحداث الشغب التى افتعلوها للهروب، وتجمع عدد كبير من أهالى المحجوزين وتجمهرهم أمام القسم لمساعدة 43 محجوزا على الهرب، فتم التصدى للمحتجزين وتفريق الأهالى، كما شهد قسم الساحل المحاولة الأكبر للمحتجزين فى الخروج حيث نجح 88 متهما فى الهروب عقب مشاجرات واشتباكات بين الشرطة وأهالى المتهمين تم خلالها تبادل لإطلاق النيران، واستغل المحجوزون ذلك فى تحطيم غرفة الحجز والخروج وتمكن رجال مباحث القاهرة من إعادة 50 منهم وجار ملاحقة الباقين.

ولم تسلم أقسام شرطة الجيزة من تلك المحاولات حيث حاول متهمو قسم شرطة الطالبية الهرب، وأحدثوا حالة من الشغب داخل الحجز فى محاولة منهم للهروب، إلا أن رجال المباحث تمكنوا من السيطرة عليهم، وكان لانتشار شائعة إصابة أحد المحتجزين بأعيرة نارية عامل كبير فى تجمع أهالى المحتجزين أمام القسم لمساعدتهم على الهرب، وتصدوا أيضا لمحاولة هروب المحبوسين داخل حجز الترحيلات بمحكمة جنوب الجيزة، حيث أشعلوا النار فى البطاطين الخاصة وتجمع أقاربهم وذووهم أمام الحجز وقاموا برشق رجال الأمن بالحجارة وتم إحباط محاولتهم، وفى أكتوبر تم السيطرة على 54 محتجزا بمركز شرطة البدرشين حاولوا الهرب عن طريق ثقب سقف السجن، وتحطيم الأبواب، وإشعال النيران فى «البطاطين»، وتمكن رجال الشرطة من السيطرة عليهم.

وفى قنا تمكنت أجهزة الأمن من إحباط محاولة هروب 12 مسجونا من مركز شرطة نقادة، إثر قيامهم بأعمال تخريبية وشغب داخل الزنزانة، ومحاولتهم القفز من النوافذ بعد أن صنعوا فتحة أسفل النوافذ الحديدية، فتم فرض كردون أمنى حول مركز الشرطة وإحباط محاولتهم.

كما أحبطت أجهزة الأمن بالقليوبية، بالتعاون مع رجال القوات المسلحة، محاولة هروب المساجين من قسمى أول وثان شبرا الخيمة فى توقيت واحد بعد أحداث شغب أحدثها المحتجزون، حيث قاموا بإشعال النيران فى البطاطين داخل الحجز لمحاولة الهروب، وتجمهر أيضا أهالى المحتجزين أمام قسم أول وثان شبرا الخيمة وبحوزتهم زجاجات الملوتوف، والأسلحة، بعدما أبلغهم أبناؤهم هاتفيا من داخل الحجز أنهم يتعرضون لعمليات تعذيب، وطالبوهم بالتجمهر أمام القسم لإخراجهم، وبمركز شرطة نجع حمادى، تمت السيطرة على محاولة هروب جماعية لعدد من المساجين داخل حجز المركز أثناء خروجهم للتوجه بهم إلى النيابات للعرض عليها.

اللواء محمد طلبة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع القاهرة، مدير أمن القاهرة، أكد أن ما حدث فى معركة شارع عبدالعزيز من تشكيل المواطنين من أهالى المنطقة دروعا بشرية والوقوف أمام قسم شرطة الموسكى لمنع اقتحامه على يد البلطجية، شىء إيجابى، حيث بدأ المواطنون يدركون أهمية رجال الشرطة وتواجدهم فى الشارع، وأوضح أن الشرطة تحتاج مثل هذا الدعم المعنوى من الأهالى ومساعدتهم التى تحفزهم على أداء واجبهم بشكل أفضل والتصدى لأى أعمال شغب أو خروج عن القانون وملاحقة البلطجية.

كما أشار مدير أمن القاهرة لـ«اليوم السابع» إلى أن أهم مكتسبات تلك المعركة هى الروح العالية التى أظهرها رجال الشرطة، حيث أظهروا بسالة رائعة فى تأدية واجبهم، وذلك بعدما أصيب 3 ضباط و6 من أفراد الشرطة فى المعركة بطلقات نارية، ومع محاولة رجال الإسعاف نقلهم المستشفيات للعلاج، إلا أنهم رفضوا تلقى العلاج وظلوا يحاولون مع زملائهم من رجال الشرطة، فى إصرار للسيطرة على المعركة والقبض على طرفى المشاجرة، رغم إصابتهم، وأيضا كان هناك ضباط شرطة من قسم شرطة الموسكى وآخرون كانوا يقضون إجازتهم، ورغم أنهم غير متواجدين فى عملهم، إلا أنهم فور علمهم بالمشاجرة أسرعوا بالتوجه إلى عملهم لمساندة زملائهم فى السيطرة على المعركة، موضحا أن تلك الروح هى المطلوب توافرها فى جميع رجال الشرطة فى الوقت الحالى.

كما أكد مصدر أمنى رفيع المستوى أن رجال الشرطة يبدأون مع المساجين الذين يحاولون الهرب بضبط النفس، ومع استمرارهم فى أعمال الشغب يتم إنذارهم مرة وأخرى، ليتم بعد ذلك التعامل معهم باستخدام خراطيم المياه لإحباط محاولاتهم، إلا أنهم إذا استمروا فى المقاومة يتم إستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع وهى آخر المحاولات للسيطرة عليهم.

وأوضح المصدر أن الضباط فى الوقت الحالى يخشون استخدام الأسلحة تجاه المسجونين خوفا من المحاكمة بتهمة قتل المسجونين، موضحا أن جميع تلك الاساليب تم استخدامها مع مسجونى قسم الساحل إلا أنها باءت بالفشل وتمكنوا من الهرب نظرا لأن رجال الشرطة كانوا يقاومون أكثر من ألفى شخص كانوا يحاولون اقتحام القسم، حيث استغل المسجونون ذلك فى تحطيم باب الحجز والخروج أثناء ذلك والانضمام للمتجمهرين ولم يتمكن رجال الأمن من التعرف عليهم بعدما اندسوا وسط أعداد كبيرة من المواطنين المتواجدين أمام القسم.

وأشار المصدر إلى أن قرار الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، الذى أكد فيه دعمه الكامل لرجال الشرطة فى سبيل تأدية واجبهم الوطنى فى الحفاظ على الأمن وحماية المواطنين، وحق رجال الشرطة باتخاذ كل الإجراءات القانونية والمادية اللازمة لتحقيق الأمن، واستخدام القوة وحق الدفاع الشرعى ضد مظاهر البلطجة والتعدى على المرافق والممتلكات العامة والخاصة أو تعطيل العمل بها، أو ترويع المواطنين أو الاعتداء على دور المحاكم أو العاملين بها أو على أى من مرافق الدولة الخدمية والإنتاجية أو الأمنية أو دور العبادة له عامل كبير فى رفع روح الضباط المعنوية وحثهم على بذل قصارى جهدهم فى عملهم والتصدى لأى محاولات بلطجة للحفاظ على أمن وأمان واستقرار البلاد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة