لا أعرف ما إذا كان مقصوداً من جماعة الإخوان المسلمين أن تتنوع تصريحات قيادتها، بدرجة توحى بالتشدد أحيانا، وبالمرونة أحيانا أخرى، ودليلى على هذا الغموض، ما ذكره القيادى بالجماعة ونائبها البرلمانى السابق صبحى صالح بأن "الهجوم على التيارات الإسلامية هجوم على الإسلام".
كلام صبحى صالح الذى ذكره على صفحات "المصرى اليوم" فى عددها الصادر أمس الأربعاء، ليس هو الأول من نوعه، فقد سبق له أن قال وقت الاستفتاء على التعديلات الدستورية إن الموافقة عليها واجب شرعى.
خطر هذه الآراء، أن الأستاذ صبحى صالح الذى ينتمى إلى جماعة الإخوان التى أحترمها وأقدرها كثيرا، أعطى وبراحة ضمير صك الإسلام لمن يريد، وسحبه من آخرين، وجعل من التيارات الإسلامية ومن ينتمى إليها وكلاء الإسلام على الأرض، فمن يخرج على صفهم، هو ضد الإسلام، وكذلك من ينتقدهم.
لا يقودنا كلام الأستاذ صبحى صالح إلى خطر تهييج المشاعر ضد المسيحيين فحسب، وإنما إلى خطر اعتبار شخصيات بوزن مفتى مصر الدكتور على جمعة وشيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب ضد الإسلام، لرفضهما ممارسات السلفيين، وفى نفس الخانة هناك علماء دين مشهود لهم بالاجتهاد، ولو وسعنا الدائرة سيدخل فيها أيضا علماء دين يختلفون مع جماعة الإخوان المسلمين، وينتقدونها فهل هؤلاء ضد الإسلام؟
أفهم أن التيارات الإسلامية طالما ارتضت أن تمارس الفعل السياسى، فنقدها طبيعى وليس له علاقة بالإسلام من بعيد أو قريب، وإلا فكيف يبرر مثلا ما قاله مرشد الجماعة السابق محمد مهدى عاكف، حين تحدث عن اتفاق لم يكتمل بين الجماعة والنظام السابق فى الانتخابات البرلمانية عام 2005، فأى وجه من الإسلام نحكم من خلاله على مثل هذا التصرف؟
كلام الأستاذ صبحى صالح يقودنا أيضا إلى خطر أراه قادما فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو تهديد الناخب بأنه فى حال لم يمنح صوته لمرشح من الجماعة أو تحالفها الواسع مع التيارات الإسلامية، سيكون ضد الإسلام، فهل هذه هى الديمقراطية التى يعمل لها؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة