"اسفنديار مشائى" رجل الأزمة فى إيران

الأحد، 15 مايو 2011 03:41 م
"اسفنديار مشائى" رجل الأزمة فى إيران اسفنديار رحيم مشائى صهر نجاد
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائما ما تكون هناك شخصية تقبع وراء الستار وتكون مفتاحا للغز حائر فى العقول، هذه هى حقيقة الوضع فى إيران حاليا، حيث نرى ذلك الخلاف الذى ظهر على السطح بين الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله على خامنئى، الذى كان سببا أساسيا فى وصول نجاد للحكم.

ولكن مفتاح اللغز يكمن فى شخصية من أكثر المقربين لنجاد تسببت فى نشوب الخلاف، ولم تسبب فى أزمة بين حليفين فقط بل فى شرخ فى الجناح المحافظ الذى ينتمى إليه كلتا الشخصيتين.

الشخصية التى يمكن أن تحل لغز الخلافات بين المرشد الأعلى آية الله على خامنئى ونجاد، هى اسفنديار رحيم مشائى "صهر نجاد" (ابن نجاد متزوج من ابنه مشائى) ورئيس مكتبه، شخصية ذات توجه ليبرالى كان لها دور كبير فى القرارات التى أدت إلى اشتعال فتيل الأزمة بين نجاد والمرشد.

مشائى شخصية يرى البعض أن لها تأثيراً كبيراً على القرارات التى يتخذها نجاد متحدياً بها المرشد، لذا يكرهه المرشد والجناح المحافظ، لما لمشائى من توجهات ليبرالية ولما عرف عنه من تصريحاته التى لا تليق به كأحد أعضاء التيار المحافظ المتشدد، حيث قال فى أحد التصريحات التى لا يمكن أن تنسى: "إن إسرائيل ليست دولة عدوة لإيران ويمكن للشعب الإيرانى أن يقيم علاقات مع الشعب الإسرائيلى".

وفضلا عن ذلك، فقد أشيع عن مشائى مؤخراً تورطه فى سلسلة اتصالات لفتح حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أثار غضب التيار المحافظ والمرشد أيضاً، وكان يتوقع المرشد من نجاد أن يبادر هو بإقالته وإبعاده عن المشهد السياسى، لكن نجاد خيب آمالهم.

الخلاف بين نجاد والمرشد بدأ عندما علم نجاد بأن وزير الاستخبارات الإيرانى حيدر مصلحى يتنصت على مكالمات صهره التليفونية ويضع مكتبه تحت المراقبة بأمر مباشر من المرشد على خامنئى، فما كان منه إلا أن سارع بإقالته، مما أدى إلى تدخل المرشد مباشرة لإبقائه فى منصبه، وهو ما جعل نجاد ينسحب بشكل لافت من المشهد السياسى على مدى نحو عشرة أيام نهاية أبريل اعتكف فى منزله ولم يخرج مما أدى إلى اندلاع أزمة غير مسبوقة داخل الجناح المحافظ.

مشائى الشخصية غير المحبوبة فى إيران لم يقربه نجاد منه فحسب بل سعى لتمهيد الطريق له لتوريثه السلطة أو يكون خليفة له عن طريق إبعاد كافة معارضيه سواء من البرلمان أو من الوزارة، ورأى نجاد أن يبعد أول وزير يشغل أكثر الوزارات حساسية ويسيطر مشائى عليها وهى وزارة الاستخبارت، كى يضمن الإطاحة بمعارضيه، وهو فى طريقه إلى تنفيذ فكرة التوريث.

أطلق المنتقدون على نجاد وصهره اسم "الفرقة المنحرفة" فى إشارة إلى انحرافهم عن الولى الفقيه ومخالفة قراراته.

وجاء رد فعل البرلمان الإيرانى، متمثلا فى رئيسه البرلمان على لاريجانى المعروف بولائه للمرشد، قاسيا حيث أكد أن هذه "المجموعة المنحرفة" لن تنجح أبداً فى مسعاها.

لقد ساهمت مصاهره مشائى لنجاد فى أن أصبح هناك نوع من العلاقة العائلية والتحالف السياسى، ويرى المتشددون أن مشائى كان سببا فى تغيير أجندة نجاد المتشددة الراديكالية، وأنه أسهم فى حدة الصراع بين فصائل المتطرفين والمحافظين، وجاء التقرير السياسى للحرس الثورى بمنزلة صدمة لأحمدى نجاد، إذ اتهمه التقرير بالتقصير، وبأنه ليس محافظا كما يجب، وأنه تسبب فى انقسامات بين القوى المحافظة، فيما يرى رجال الدين أن الباعث على ذلك هو رحيم مشائى نفسه.

وفى الوقت الراهن، عاد نجاد مرة أخرى لينهى أزمة سياسية أصبحت حديث الساعة ووجبة دسمة لوسائل الإعلام الخارجية ويعلن ولاءه من جديد للمرشد الأعلى، لكنه ترك علامات استفهام حول موقفه من صهره بعد ذلك بعدما تسبب فى أزمة حقيقة كادت تعصف بحياته السياسية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة